للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "إني كنت عن هذا لغنيةً" دخول لام الابتداء على خبر "كان" من أجل (١٠٣٣) أنها واسمها وخبرها خبر "إن".

وفيه شذوذ؛ لأن خبر"إن" إذا كان (١٠٣٤) جملة فعلية فموضع اللام منها صدرها، نحو {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} (١٠٣٥).

وإذا كانت اسمية جاز تصديرها باللام، كقول الشاعر (١٠٣٦):

٧٣؟ - إن الكريم لَمَن يرجوه ذو جِدة ... ولو تعذر ايسار وتنويلُ

وتأخيرُها، كقول الآخر (١٠٣٧):

١٧٤ - فانكَ مَن حاربتة لمحارب ... شقى ومَن سالمتة لسعيدُ

فكان موضعُ اللام من "كنت عن هذ لغنية" صدرَ الجملة، لكن منعَ من ذلك كونه فعلًا ماضيا متصرفًا، ومنع من مصاحبتها أول المعمولين كونه ضميرًا متصلًا، فعينت مصاحبتها ثاني المعمولين، مع أن "كان" صالحة لتقدير السقوط لصحة المعنى بدونها. فكأن "غنية" بهذا الاعتبار خبر "إن" فصحبته اللام لذلك.


(١٠٣٣) ب: من أجل إن. تحريف.
(١٠٣٤) أج: كا نت. تحريف.
(١٠٣٥) النمل ٢٧/ ٧٤.
(١٠٣٦) قائل البيت مجهول. ينظر شرح ابن الناظم ص ٦٥.
(١٠٣٧) هو أبو عَزة الجمحي، السيرة النبوية ٢/ ٣١٥ وشرح ابن الناظم ص ٦٦ ومعجم شواهد العربية ١/ ١٠٢.

<<  <   >  >>