للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجوز في "خير" و "غنم" رفع أحدهما على أنه اسم "يكون" ونصب الآخر على أنه خبره.

ويجوز رفعهما على أنهما مبتدأ وخبر في موضع نصب خبرًا (٩٨٦) ل "يكون" واسمه ضمير الشأن؛ لأنه كلام تضمن تحذيرًا وتعظيمًا لما يتوقع. وتقديم ضمير الشأن عليه مؤكد لمعناه (٩٨٧).

*****

وفي قول أبي بكر لعمر رضي الله عنهما (وما عسيتهم أن يفعلوا بي) شاهد على صحة تضمين فعل معنى فعل آخر واجرائه مجراه في التعدية. فإن "عسى" في هذا الكلام قد ضمنت ً (٩٨٨) معنى "حًسب" وأجريت مجراٍ ها، فنصبت ضمير الغائبين على (٩٨٩) أنه مفعول أول، ونصبت "أن يفعلوا"، تقديرًا على أنه مفعول ثانٍ (٩٩٠).

وكان حقه أن يكون عاريًا من "أن" كما لوكان بعد "حسب " ولكن جيء ب "أن" لئلا تخرج "عسى" بالكلية عن مقتضاها ,ولأن "أن" قد تسد بصلتها مسد مفعولي "حسب" فلا يستبعد مجيئها بعد المفعول الأول بدلًا منه وسادة مسد مفعوليها. ومن ذلك قول الشاعر:

١٦٧ - وحنتَ وما حسبتك أن تحينا (٩٩١)


(٩٨٦) ب: خبر. تحريف.
(٩٨٧) تقدم مثل هذا التوجيه في آخر البحث المرقم ٥١.
(٩٨٨) ج د: تضمنت. تحريف.
(٩٨٩) على: ساقطة من د.
(٩٩٠) د: ثانى. تحريف.
(٩٩١) صدْره ابن مالك في شرح التسهيل ١/ ٢٧٨ بقوله (أنشد أبو علي). وأول البيت (لسان
السوء تهديها الينا). وهو مجهول القائل. ينظر: الجنَى الدانى ص ١٤١ ومعجم شواهد العربية ١/ ٣٨٧.

<<  <   >  >>