الموجودة في أول الكتاب التي يقول فيها الناسخ واصفًا مؤلف الكتاب (أعاد الله من بركاته، ومتع المسلمين بطول حياتة).
وتخلو خاتمّة "شواهد التوضيح" من تاريخ النسخ، إلا أننا نجد الناسخ- ولم يذكر اسمه- يصرح في آخر المجموع الذي هو اخر كتاب "غريب الحديث" للثقفي بأنه نسخ الكتاب عام ثمان وستين وست مئة فيقول (تم الكتاب بحمد الله ومنه، وصلاته على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلم، وذلك بمدينة القدس الشريف بدار الحديث الشرفية في سادس شهر رمضان المعظم سنة ثمان وستين وست مئة).
وعلى حواشي المخطوطة تعليقات أكثرها في تفسير ألفاظ غريبة وردت في شواهد الشعر، وبعضها استدراك للساقط من المتن تنبه عليه الناسخ بعد مراجعة النص.
وعلى الرغم من أنّ هذه النسخة هي أقدم مخطوطات الكتاب وأنها كتبت في عصر مؤلفه إلا أنني بعد قراءتها قراءة دقيقة وجدت أنها لا ترقى إلى مستوى مخطوطة المكتبة القادرية من حيث، الصحة والتمام، وذلك أنى لاحظت عليها ما ياتى:
١ - أن الساقط منها أكثر مما سقط من نسخة "أ" فقد سقطت منها الورقة الثانية بتمامها, وسقطت ستة أسطر من الورقة "٤٠ ظ " وسطران من الورقة "٤٦ و" وتكرر سقوط ألفاظ وجمل أشرت اليها في حواشي المتن المحقق.
٢ - بدا أن الناسخ غير دقيق أحيانًا في الرسم والنقل ومعرفة اللغة، إذ اختلف رسمه لبعض الألفاظ، وأضاف الفاظًا من عنده، وأخطأ في كتابة كلمات.
ومن أبرز ذلك:
أ- كتب الظاء ضادًا أحيانًا مثل (نضائر- نظائر) و (نضير = نظير) ينظر الورقة (١٠ظ) و (١٧ ظ)
ب- رسم الألف ياء تارة وألفأ تارة اخرى في لفظ واحد، مثل- كلمة "هذا" كتبه تارة" هاذا" وتارة "هاذى" وحسبك أن لفظ "كذا" وودت برسمين في جملة واحدة، ,نحو (شبه كذا بكذى).
ج- تصرف أحيانًا بزياد ة ألفاظ، مثل الوارد في الورقة (٢١ ظ) من قول حسان:
(أمن يهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم ... ويمدحه وينصره سواء)
د- رسم لفظ (النحويين والكوفيين) مخالفًا للقاعدة النحوية في عدة مواضع، مثل هذه الجمل: (مما انفرد به الكوفيين) و (والكوفيين يخالفونهم) و (مما زعم أكثر النحويون) و (مما خفي على أكثر النحويون).