للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يصح أن تجعل "امرأتك" بدلًا من "أحد" لأنها لم تسر معه، فيتضمنها ضمير ألمخاطبين. ودل على أنها لم تسر معه قراءة النصب، فإنها أخَرجتها من أهله (٢٨٩) الذين أمر أن يسري بهم. وإذا لم تكن في الذين سُري بهم لم يصح أن تبدل من فاعل "يلتفت" لأنه بعض ما دل عليه الضمير المجرور ب "من".

وتكلف بعض النحويين الإجابة عن هذا بأن قال: لم يُسرَ بها ولكنها شعرت بالعذاب فتبعتهم ثم التفتت فهلكت.

وعلى تقدير صحة هذا فلا يوجب ذلك دخولها في المخاطبين بقوله "ولا يلتفت منكم أحد".

وهذا والحمد لله بين، والاعتراف بصحته متعين.

ومن المبتدأ الثابت الخبر بعد"إلا" ما في (٢٩٠) "جامع المسانيد" (٢٩١) من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما للشياطين من سلاح (٢٩٢) أبلغ في الصالحين من النساء، إلا المتزوجون، أولئك

المطهرون المبرؤون من الخنا (٢٩٣).

وجعل ابن خروف من هذا القبيل قوله تعالى {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ} (٢٩٤). ومن أمثلة سيبويه في هذا النوع (لأفعلن كذا إلا حله (٢٩٥) أن أفعل كذا (٢٩٦) ومن الابتداء بعد (إلا) المحذوف (٢٩٧) الخبر [قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تدري نفس


(٢٨٩) اهله: ساقط من ب.
(٢٩٠) ج: ما جاء في.
(٢٩١) جامع المسانيد بألخص الأسانيد. كتاب جليل في الحديث الشريف لابن الجوزي المتوفْى سنة ٥٩٧ هـ. تنظر مخطوطاته في كتاب "مؤلفات ابن الجوزي" ص. ٩. وجاء في نسخة أب: "المسانيد" وما أثبته هو المشهور المعروف.
(٢٩٢) سلاح. ساقط من ب.
(٢٩٣) ب: الخطأ. تحريف.
(٢٩٤) الغاشية ٨٨/ ٢٣ و ٢٤. وقبل الشاهد "لست عليهم بمصيطر".
(٢٩٥) ج: جله. تصحيف.
(٢٩٦) عبارة الكتاب ٢/ ٣٤٢) ومثل ذلك قول العرب: والله لأفعلنْ كذا وكذا إلا جل ذلك أن
أفعل كذا وكذا).
(٢٩٧) أ: لمحذوف. ب د: محذوف. وما أثبته من ج.

<<  <   >  >>