للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا من الاستدلال بالمتقدم على المتأخر، وهو في غير الاضافة كثير (٣٤٠) كقوله تعالى {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (٣٤١).

والأصل: والحافظات فروجهنَ، والذاكرات الله كثيرًا.

الوجه الثاني- أن تكون الاضافة غير مقصودة، وترك تنوين "ثمان" لمشابهته "جواريَ" لفظًا ومعنى.

أما اللفظ (٣٤٢) فظاهر.

وأما المعنى فلأن "ثمانيا" وإن لم يكن له [٨و]، واحد من لفظه، فإن مدلوله جمع (٣٤٣).

وقد اعتبر مجرد الشبه اللفظي في "سراويل" فأجري مجرى "سرابيل" فلا يستبعد اجراء "ثمانٍ" مجرى "جوارٍ". ومن اجرائه مجراه قول الشاعر:

٦١ - يحدو ثمانيَ مولعًا بلَقاحها ...... (٣٤٤)

الوجه الثالث- أن يكون في اللفظ" ثمانيا" بالنصب والتنوين، إلا (٣٤٥) أنه كتب على اللغة الربعية (٣٤٦)، فانهم يقفون على المنون المنصوب بالسكون، فلا يحتاج الكاتب على لغتهم إلى ألف؛ لأن من أثبتها في الكتابة لم يراع إلا جانب الوقف، فإذا كان يحذفها في الوقف كما يحذفها في الوصل لزمه أن يحذفها خَطًا.

وقد تقدم الكلام على هذا بأكمل بيان (٣٤٧).


(٣٤٠) ب: كثيرة. تحريف.
(٣٤١) الأحزاب ٣٣/ ٣٥.
(٣٤٢) ج: لفظًا. تحريف.
(٣٤٣) د: جماعة. تحريف.
(٣٤٤) تمام البيت "حتى هممن بزيغَة الأرتاج". وقائله ابن ميادة، ينظر: شعره ص ٩١ والكتاب ٣/ ٢٣١ ومعجم شواهد العربية ١/ ٧٩. والزيغة: مصدر زاغ، أي: مال، وارتجت الناقة: إذا أغلقت رحمها على ماء الفحل.
(٣٤٥) إلا: مكررة في ب. تحريف.
(٣٤٦) ج د: الربيعية. تحريف.
(٣٤٧) ينظر البحث رقم ٦ و ٧.

<<  <   >  >>