للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له في البيع، وقد يكون ذلك اختلاف عبارة لا اختلاف فقه، كما جاء فيمن سأل كلا من ابن عباس وابن عمر في حكم من نذر أن ينحر نفسه إن نجاه الله١.

٣- كثيرًا ما ينقل عن شيخه بعض الأقوال ولكنه لا يعين هذا الشيخ.

ومن ذلك قوله٢: قال شيخنا: لم يبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء في كراهية استقبال القبلة حال الجماع، ونقل عن شيخه٣ في شأن التسليم الذي كان يفعله المؤذنون بأنه لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وإنما كان في أيام الروافض بمصر تسليمًا على الخليفة ووزرائه، وأن صلاح الدين أبطل هذه البدعة، وأمر المؤذنين بالصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدل تلك البدعة.

ومن ذلك قوله٤: قال شيخنا: وشذ من قال بوجوب النية "في الصوم" بعد صلاة العشاء.

٤- أحيانًا يورد استنتاجًا يضيفه إلى غيره مثل قوله٥: قال العلماء: وفي الحديث دليل على طهارة بول ما أكل لحمه، تعليقًا على قول إبراهيم النخعي: كانوا يستشفون بأبوال الإبل ولا يرون به بأسًا، ولعله اعتبره حديثًا بناء على وقوعه بعد حديث عرينة الذي أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه أن يشربوا من أبوال الإبل.

٥- أحيانًا يذكر عنوانًا دقيقًا يحتاج إلى تأمل في الربط بينه وبين الحديث، فقد عقد -في الإيمان-٦ فصلا فيمن حلف لا يهدي هدية فتصدق، وأورد حديثًا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يسأل عما يأتيه من الطعام أحيانًا فيقول: "أهدية أم صدقة؟ " فإن قيل: صدقة لم يأكل منه. وليس في هذا الحديث تعرض للحلف، وإنما يدل على أن الهدية مغايرة للصدقة.

٦- يورد أحكامًا تشتمل على بعض الغرابة ويضع لها عنوانًا مثل قوله: فصل في صلاة التوبة٧، وذكر حديثًا يدل على ذلك، كما أنه ينقل عن بعض الصحابة أحكامًا٨ فيها شيء من الغرابة كقوله: كان عمر يقول: من مس إبطه أو نقى أنفه أو مس أنثييه فليتوضأ، وكان علي إذا مس صليبًا على نصراني يذهب فيتوضأ من مسه ويقول: إنه رجس، وكثيرًا ما كان يتوضأ من مس الأبرص واليهودي، وكما يروى عن أبي هريرة قوله: من فسر القرآن برأيه وهو على وضوء فليتوضأ، وكان أيضًا يقول: من تجشأ فملأ فمه فليعد الوضوء.

٧- يذكر من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ما يدل على قاعدة أصولية٩ وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "كلامي لا ينسخ كلام الله ... " إلخ، وأحيانًا يذكر في النسخ الذي تورع


١ ص١٧٦ ج١ كشف الغمة.
٢ ص٦٣ ج١ كشف الغمة.
٣ ص٨٧ ج١ كشف الغمة.
٤ ص٢٢٠ ج١ كشف الغمة.
٥ ص٣٧ ج١ كشف الغمة.
٦ ص١٧٢ ج٢ كشف الغمة.
٧ ص١٣٣ ج١ كشف الغمة.
٨ ص٥٧ ج١ كشف الغمة.
٩ ص٢٨ ج١ كشف الغمة.

<<  <   >  >>