للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

٣- أنه يتبع الأصل بالشرح فيما يورده أولًا بأول، ويعنى بضبط مفرداته بالكتابة لا بالشكل، ويشرح هذه المفردات مبينًا ما تفيده في نفسها، وما تدل عليه مع غيرها، ويتكلم على السند ويضبط أسماء رجاله، ويضيف إليها ما تيسر له من أسماء الآباء والأجداد والنسبة وتاريخ الوفاة، ويطابق بين الحديث وترجمة البخاري، ويجمع بين ما يكون في الباب من أحاديث يوهم ظاهرها التعارض، ويورد أقوال العلماء في الخلافيات، وأدلتهم على ما ذهبوا إليه ويوازن بينها، ويرجح بعضها على بعض مستندًا إلى ما ينقله من آراء الأئمة في الفقه والحديث، محايدًا غير متعصب، معتدلًا في شرحه لا يستطرد، ولا يتعرض لمباحث اللغة والإعراب والمعاني والبيان إلا بقدر ما تمليه الضرورة فيما يتناوله من إيضاح الأصل، ثم يذكر لطائف الإسناد في الحديث، وينسب رواته إلى أوطانهم، ويذكر من خرجه من كتب الأصول غير البخاري، والأبواب التي ورد فيها من هذه الكتب.

إن مؤلف الكتاب قد عرف طريقه وحدده على أساس منهجه الذي رسمه، وسار في هذا الطريق بما رأى أنه يفيد طالب الحديث، فلم يحد به إلى متاهات اللغة والنحو والبيان والشرح الطويل، ولم يزد فيما يورده في كتابه عما تمليه الضرورة وتستدعيه الحاجة في بيان ما ورد بالبخاري بما يوضح عبارته، ويقرب جناه وثمرته.

هذا ما سنح لنا من ملاحظات على هذا الكتاب بقدر ما سمحت به الظروف في حدود المنهج المرسوم لهذه الدراسة.

وهذان نموذجان لما ورد في الكتاب من شرح، نعرضهما على القارئ الكريم على الهيئة التي وردا بها في الكتاب، ليستبين منهما منهج المؤلف فيما عرضه في الكتاب من معارف.

١- هذا "باب"١ بالتنوين كما في الفرع "من الكبائر" التي وعد من اجتنبها بالمغفرة "أن لا يستتر من بوله" والكبائر جمع كبيرة، وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعًا لعظيم أمرها كالقتل والزنا والفرار من الزحف، ويأتي تمام مباحثها إن شاء الله تعالى، وبه قال "حدثنا عثمان" بن أبي شيبة الكوفي "قال: حدثنا جرير" هو ابن عبد الحميد "عن منصور" هو ابن المعتمد "عن مجاهد" أي ابن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة "عن ابن عباس" رضي الله عنهما أنه "قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط" أي بستان من النخل عليه جدار "من حيطان المدينة أو مكة" شك جرير، وعند المؤلف في الأدب المفرد من حيطان المدينة بالجزم من غير شك، ويؤيده رواية الدارقطني في أفراده من حديث جابر أن الحائط كان لأم مبشر الأنصارية رضي الله عنها؛ لأن حائطها كان بالمدينة وفي رواية الأعمش مر بقبرين "فسمع صوت إنسانين" حال كونهما "يعذبان" حال كونهما "في قبورها" عبر بالجمع في موضع التثنية؛ لأن استعمالها في مثل هذا قليل وإن كانت هي الأصل؛ لأن المضاف إلى المثنى إذا كان جزء ما أضيف إليه


١ إرشاد الساري ج١ ص٢٨٦.

<<  <