للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبعين وسبعمائة وسماه جامع المسانيد١ والسنن الهادي لأقوم سنن، رتبة على حروف المعجم، يذكر كل صحابي له رواية، ثم يورد في ترجمته جميع ما وقع له في هذه الكتب وما تيسر من غيرها وأبي الفرج بن الجوزي أيضًا كتاب جامع المسانيد بألخص الأسانيد، جمع فيه بين الصحيحين والترمذي ومسند أحمد، ورتبه أيضًا على المسانيد في سبع مجلدات.

ثم جاء الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي فجمع بين الكتب الستة والمسانيد العشرة وغيرها في جمع الجوامع، فكان أعظم بكثير من جامع الأصول من جهة المتون، إلا أنه لم يبال بما صنع فيه من جمع الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة.

وكان أول ما بدأ به هؤلاء المتأخرون أنهم حذفوا الأسانيد اكتفاء بذكر من روى الحديث من الصحابي إن كان خبرًا، وبذكر من يرويه عن الصحابي إن كان أثرًا، وذلك مع الرموز إلى المخرج؛ لأن الغرض من ذكر الأسانيد كان أولًا لإثبات الحديث وتصحيحه، وهذه كانت وظيفة الأولين وقد كفوا تلك المؤنة، فلا حاجة إلى ذكر ما فرغوا منه ... إلى آخر ما قال.

ومن هذا يتبين أن أول من جمع بين كتب الحديث على ترتيب الحروف الهجاية دون المسانيد هو الإمام السيوطي في كتابه الجامع الكبير أو جمع الجوامع، وأنه بعمله هذا قد جمع بين كتب يعز وجود بعضها ويندر الحصول عليه، وأنه بهذا الجهد المشكور قد قرب السنة إلى المسلمين، ويسرها لهم في كتاب واحد هو الجامع الكبير، ثم اختصره في كتاب الجامع الصغير، ثم جمع الشيخ يوسف النبهاني زيادات للجامع الصغير ضمها إليه ومزجها به في كتاب سماه الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير.

فلنبدأ -بعون الله- في دراسة هذين الجامعين، والله الموفق، ومنه التأييد والمدد والعون.


١ ذكره صاحب كشف الظنون أيضًا باسم جامع المسانيد ج١ ص٥٧٣.

<<  <   >  >>