للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك ما جاء في باب خروج النساء إلى المساجد١ عن ابن مسعود قال: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في دارها ... " الحديث، وفي الباب عن ابن مسعود: "ما صلت المرأة في موضع خير لها من قعر بيتها إلا أن يكون المسجد الحرام أو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا امرأة تخرج في منقليها -يعني خفيها" وعنه أيضًا: أنه كان يحلف فيبلغ في اليمن: "ما من مصلى للمرأة خير من بيتها إلا في حج أو عمرة إلا امرأة قد يئست من البعولة وهي في منقلبها٢. قيل ما منقلبها؟ قال: امرأة عجوز قد تقارب خطوها" ومنه قال: "ما صلت امرأة من صلاة أحب إلى الله من أشد مكان في بيتها ظلمة" وأمثال ذلك في الكتاب كثير لمن تتبعه.

على أنه ربما يورد بعض المقطوعات، كما في باب من صلى بغير أذان ولا إقامة٣، حيث أورد حديث سفيان أنه بلغه عن بعض الصحابة أنهم صلوا بغير أذان ولا إقامة، فقال: كفتهم إقامة المصر، وقد جاء بها الهيثمي في رواية أخرى عن ابن مسعود في الموضع نفسه أنه قال: إقامة المصر تكفي.

عاشرًا: أنه لا يأبى أن ينقل من تلك المسانيد والمعاجم أحاديث أو آثارًا فيها مطاعن أو مغامز، تنفيذًا لما التزمه من نقل زوائد تلك المسانيد والمعاجم على الأصول، والتنبيه إلى ما فيها من مطاعن أو مغامز، تحقيقًا لأمانة العلم، وتحذيرًا من تلك الأحاديث التي وردت في تلك المعاجم والمسانيد.

فمن ذلك حديث عبد الله بن أوفى: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال بلال: قد قامت الصلاة نهض فكبر" رواه الطبراني في الكبير من طريق حجاج بن فروخ، وهو ضعيف جدًّا٤، وحديث ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد" رواه الطبراني في الأوسط، وأصرم بن حوشب كذاب٥، وحديث أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض كلها ينادي بعضها بعضًا ... " الحديث. رواه الطبراني في الأوسط، وصالح المزي ضعيف٦ وحديث عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الموضع الذي يبول فيه الحسن والحسين، وقال: إن العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله موضع سجوده" رواه الطبراني في الأوسط، ويزيع اتهم بالوضع٧. وحديث عائشة الذي تقول فيه: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: أما علمت أن المؤمن تطهر سجدته موضعها" رواه الطبراني في الأوسط، وعبد الله بن صالح ضعفه الجمهور٨.


١ مجمع الزوائد ج٢ ص٣٤.
٢ مجمع الزوائد ج٢ ص٣.
٣ مجمع الزوائد ج٢ ص٥.
٤ مجمع الزوائد ج٢ ص٦.
٥ مجمع الزوائد ج٢ ص٦.
٦ مجمع الزوائد ج٢ ص٦.
٧ مجمع الزوائد ج٢ ص٧.
٨ مجمع الزوائد ج٢ ص٧.

<<  <   >  >>