للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من رتب الكتب على أبواب الفقه مشتملة على السنن وما هو في حيزها أوله تعلق بها، وسمى بعضها مصنفًا وبعضها جامعًا، منها مصنفات وكيع بن الجراحن وحماد بن سلمة بن دينار، وأبي الربيع سليمان بن داود، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الرزاق؛ وبقي بن مخلد، وجوامع سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبي عروة معمر بن راشد، وأبي بكر الخلال، والجامعين، الكبير والصغير، كلاهما للبخاري، وجامع مسلم، وكتاب الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني، وشرح السنة للبغوي، وكتاب الشريعة في السنة لأبي بكر الآجري، وغيرها كثير.

ومنهم من ألف كتبًا مفردة في أبواب مخصوصة، كالآجرى في كتابه التصديق بالنظر لله، وأبي نعيم الأصبهاني في كتابه تثبيت الرؤيا لله، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن عبدي بن سفيان بن قيس المعروف بابن أبي الدنيا في كتابه الإخلاص، وكذلك صنف في الإخلاص أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن المعروف بابن الجوزي، وكأبي بكر بن خزيمة في كتابه التوحيد وإثبات الصفات، والبيهقي في كتابه الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، وغير ذلك من الكتب المؤلفة في نواح من العقائد، وهناك كتب في بعض أبواب الفقه كالطهور لأبي عبيد القاسم بن سلام، ولأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني كتاب في الطهور كذلك، ولمسلم بن الحجاج مؤلف في الانتفاع بجلود السباع، ولأبي نعيم الأصفهاني كتاب في فضل السواك، وقد ساق صاحب الرسالة المستطرفة كثيرًا من الكتب المفردة في الأبواب المخصوصة نكتفي بالإشارة إليها١.

وهناك كتب ليست على الأبواب ولكنها على المسانيد، وهي الكتب التي موضعها جعل أحاديث كل صحابي على حده صحيحًا كان أو حسنًا أو ضعيفًا مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة كما فعله غير واحد -وهو أسهل تناولًا- أو على القبائل، أو السابقة في الإسلام، أو شرف النسبة، أو غير ذلك، وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة أو العشرة، أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر، إلى غير ذلك؛ والمسانيد كثيرة جدًّا: منها مسند أحمد -وهو أعلاها- وهو المراد عند الإطلاق، ومنها مسند البخاري الكبير، والمسند الكبير على الرجال لمسلم بن حجاج، ومسند أبي داود بن الجارود الطيالسي، ومسند أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد المصري المعروف بأسد السنة، ومسند أبي الحسن مسدد بن مسرهد الأسدي البصري وهو في مجلد لطيف، وله آخر قدره ثلاث مرات وفيه كثير من الموقوف والمقطوع.

وأطال صاحب الرسالة كثيرًا في سرد المسانيد بما لا يحتمله هذا المقام٢، ثم ذكر أن من المصنفات الحديثية كتبًا في التفسير ذكرت فيها أحاديث وآثار بأسانيدها كتفسير عبد الرحمن


١ الرسالة المستطرفة ٣٤-٤٦.
٢ الرسالة المستطرفة ٤٦-٥٧.

<<  <   >  >>