ومنها كتب في رواة بعض الأئمة المشهورين أو في غرائب أحاديثهم، ككتاب تراجم رواة مالك للخطيب البغدادي، ذكر فيه من روى عن مالك فبلغ بهم ألفًا إلا سبعة، ومثل كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لأبي عمر بن عبد البر، فإنه ترجم فيه لرواة مالك في الموطأ على حروف المعجم مع الكلام على متونها، وإخراج الأحاديث المتعلقة بها بأسانيده، وهو كتاب كبير الجرم في سبعين جزءًا غزير العلم لم يتقدمه أحد إلى مثله، وكذلك كتاب غرائب مالك للدارقطني، ومثله لقاسم بن أصبغ البياني، وللطبراني، ولأبي القاسم بن عساكر وهو في عشرة أجزاء إلى غير ذلك.
ومنها كتب في الأحاديث الأفراد -جمع فرد- وهو قسمان: فرد مطلق، وهو ما تفرد به راويه عن كل أحد من الثقات وغيرهم بأن لم يروه أحد من الرواة مطلقًا إلا هو، وفرد نسبي، وهو ما تفرد به ثقة بأن لم يروه أحد من الثقات إلا هو، أو تفرد به أهل بلد بأن لم يروه إلا أهل بلدة كذا كأهل البصرة، أو تفرد به راويه عن راو مخصوص بأن لم يروه عن فلان إلا فلان وإن كان مرويًّا من وجوه عن غيره، ومن الكتب المصنفة فيها كتاب الأفراد للدارقطني، وهو كتاب حافل في مائة جزء حديثية، وعمل أطرافه أو الفضل بن طاهر، وكتاب الأفراد لأبي حفص بن شاهين، والأفراد المخرجة من أصول أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق البغدادي نزيل مصر، وصنف أبو داود السنن التي تفرد بكل سنة منها أهل بلدة، كحديث طلق بن علي في مس الذكر، وقال: إنه تفرد به أهل اليمامة، وكحديث عائشة في صلاته صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء في المسجد، فإن الحاكم قال: تفرد أهل المدينة بهذه السنة.
ومنها كتب في المتفق لفظًا وخطًّا من الأسماء والألقاب والأنساب ونحوها وهو مفترق معنى، وفي المؤتلف أي المتفق خطأ منها وهو مختلف لفظًا، وفي المتشابه المركب من النوعين وهو المتفق لفظًا وخطًّا من اسمين أو نحوهما مع اختلاف اسم أبينهما لفظًا لا خطًّا أو العكس، فمن الأول كتاب الخطيب البغدادي المتفق والمفترق وهو كتاب نفيس في مجلد كبير، والمتفق والمفترق أيضًا لأبي عبد الله محمد بن النجاد البغدادي، وكذلك لأبي بكر الجوزقي وهو مشهور، وله آخر أبسط منه في نحو ثلاثمائة جزء، ومن النوع الثاني كتاب المختلف والمؤتلف للدارقطني، ولأبي محمد عبد الله بن علي الرشاطي كتاب الأعلام بما في المؤتلف والمختلف للدارقطني من الإبهام، وكتاب المؤتلف والمختلف لأبي سعد الماليني، والمختلف والمؤتلف لعلاء الدين المارديني وغير ذلك كثير.
ومنهم من ألف في معرفة الأسماء والكنى والألقاب، أي أسماء من اشتهر بكنيته وكنى من اشتهر باسمه، وألقاب المحدثين ونحو ذلك، ككتاب الأسماء والكنى للإمام أحمد بن حنبل، ومثله لأبي بشر الدولابي، والأسماء والألقاب لأبي الفرج بن الجوزي، وهو المسمى كشف النقاب عن الأسماء والألقاب، ومجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب لأبي الوليد بن الفرضى، والكنى والألقاب لأبي عبد الله الحاكم، والألقاب والكنى لأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، ومنتهى الكمال في معرفة ألقاب الرجال لأبي الفضل علي بن الحسين الفلكي.