حياته كلها منارة للعلم، وإن تخولهم بالموعظة من وقت لآخر فضلا عن أيام الجمعة والعيدين.
روى البخاري عن ابن مسعود، قالك "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا الموعظة تلو الموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا".
وقد أشار مسروق إلى تفاوت الصحابة في تلقيهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:"لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالأخاذ "الغدير" فالأخاذ يروي الرجل، والأخاذ يروي العشرة، والأخاذ يروي المائة، والأخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم".
ومن الطبيعي أن يكون أكثر الصحابة علما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبقوا إلى الإسلام، كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود. ومن كان أكثر ملازمة له وكتابة عنه كما سبق آنفا.
أما فيما يتعلق بالأمور المتصلة بالجنس وما يختص بالمرأة، فقد كان الرجال يسألون تارة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتارة يرسل أحدهم امرأته لتسأل زوجاته لعلمهن بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم العائلية، وقد تسأل النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشأن السؤال عنه من أمورهن، فإذا كان هناك ما يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من التصريح للمرأة بالحكم الشرعي، أمر إحدى زوجاته أن تفهمها إياه، كما جاء أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم كيف تتطهر من الحيض؟ فقال لها "خذي فرصة ممسكة فتوضيء بها" فقالت: يا رسول الله.... كيف أتوضأ بها؟ فأعاد كلامه السابق فلم تفهم، فأشار إلى عائشة أن تفهمها ما يريد، فأهمتها المراد، وهو أن تأخذ قطعة قطن نظيفة فتضعها في مكان الدم، فإذا خرجت بيضاء كان ذلك علامة طهرها. والحديث في البخاري وغيره.