الفاء والقاف والهاء أصل واحد يدل على إدراك الشيء والعلم به، تقول: فقهت الحديث أفقهه، وكل علم بشيء فهو فقه، ثم اختص بذلك علم الشريعة، فقيل لكل عالم بالحلال والحرام فقيهن وإذا كان الفقه في الأصل بمعنى العلم بالشيء والفهم له، فقد غلب على العلم بالشريعة لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم، حتى صار ذلك عرفا خاصا، فلا يطلق الفقه إلا على الفهم في الدين.
وما من شيء يصدر عن الإنسان من أقوال وأفعال سواء أكان من أنواع العفود أم من التصرفات الأخرى في العبادات أو المعاملات أو الجرائم إلا وله في الشريعة الإسلامية حكم بينته نصوص الكتب والسنة، أو أقامت الشريعة له أمارات ودلائل يستنبط منها المجتهدون الحكم.
ومجموع هذه الأحكام هو الذي يسمى بالفقه، فالفقه: هو مجموع الأحكام الشرعية العملية المستفادة من أدلتها التفصيلية، وموضوع علم الفقه، هو فعل المكلف من حيث ما يثبت له من الأحكام الشرعية.
والحديث عن الفقه الإسلامي وتاريخه حديث عن الضوابط التي ترسى عليها البشرية دعائم نهضتها في صلة الإنسان بربه، وفي صلته بأبناء مجتمعه، وفي صلة