وكتاب "الرسالة" الذي أحرز فيه الشافعي قصب السبق في وضع علم أصول الفقه هو الكتاب الثاني للشافعي الذي يتضمن قواعد مذهبه؛ حتى قال فخر الدين الرازي فيه:"اعلم أن نسبة الشافعي إلى علم الأصول كنسبة أرسطو إلى علم المنطق، وكنسبة الخليل بن أحمد إلى علم العروض".
وقال صاحب كشف الظنون، وأول من صنف فيه - أي في علم أصول الفقه الإمام الشافعي، ذكره الإسنوي في التمهيد، وحكى الإجماع فيه.
وقال فيها عبد الرحمن بن مهدي:"لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني، لأنني رأيت كلام رجل عاقل، فصيح ناصح، فإني لأكثر الدعاء له".
وقد حقق "الرسالة" أحمد محمد شاكر عن أصل بخط الربيع بن سليمان كتبه في حياة الشافعي، ولم يدخله في كتاب "الأم".
ويروى الشيخ أحمد شاكر أن: كتاب "الرسالة" ألفه الشافعي مرتين، ولذلك يعده العلماء في فهرسه مؤلفاته كتابين: الرسالة القديمة، والرسالة الجديدة.
أما الرسالة القديمة فالراجح عند الشيخ شاكر أنه ألفها في مكة، إذا كتب إليه عبد الرحمن بن مهدي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة،