للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر ابن قتيبة عند الكلام على الوجوه التي دخل منها الفساد على الحديث، الوجه الثاني: القصاص، فإنهم يميلون وجه العوام إليهم، ويشيدون ما عندهم بالمناكير والأكاذيب من الأحاديث ومن شأن العوام والقعود عند القاص ما كان حديثه عديبا خارجا عن نظر العقول، أو كان رقيقا يحزن القلب، فإذا ذكر الجنة قال: "فيها الحوراء من مسك أو زعفران وعجيزتها ميل في ميل ويبوئ الله وليه قصرا من لؤلؤة بيضاء فيها سبعون ألف مقصورة في كل مقصورة سبعون ألف قبة، فلا يزال هكذا في السبعين ألفا لا يتحول عنها وللسيوطي كتاب "تحذير الخواص وليس من أكاذيب القصاص" حققه الشيخ محمد الضباغ ونشره المكتب الإسلامي ومن هذا القباني ابن أبي كثير من أحاديث فضائل القرآن سورة سورة، وقد اعترف نوح ابن أبي مريم بوضع مثل هذا، واعتذر لذلك بأنه رأي الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحاق.

ومن هؤلاء الوضاعين "غلام خليل" الذي كان زاهدا، فزين له الشيطان وضع أحاديث عن فضائل الأذكار والأوراد حتى قيل له هذه الأحاديث التي تحدث بها من الرقائق؟ فقال: وضعناها لنرقق بها قلبه.

<<  <   >  >>