وسئل الزهري ومكحول: من أفقه من أدركتما؟ فقالا: سعيد بن المسيب. وقال عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لو رأى هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره.
وكان سعيد صاحب نسك وعبادة، حج أربعين حجة، وكان أسبق الناس إلى الصلاة الجماعة في المسجد.
قال عن نفسه:"ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة".
وكان يقول:"ما أعزت العباد نفسها بمثل طاعة الله، ولا أهانت نفسها مثل معصية الله".
وعرف ابن المسيب بعفة النفس، والجرأة في الحق، أراد عبد الملك بن مروان أن يستميله إليه، فما استطاع ودعي إلى نيف وثلاثين ألفا ليأخذها، فقال:"لا حاجة لي فيها ولا في بني مروان حتى ألقى الله، فيحكم بيني وبينهم".
وله موقف من زواج ابنته من أروع المواقف، كتب عنه الرافعي بعنوان "قصة زواج وفلسفة مهر" وخلاصته:
أن عبد الملك بن مروان خطب بنت سعيد لابنه الوليد حين ولاه العهد؛ فأبى سعيد أن يزوجه، فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه في يوم بارد وصب عليه الماء، ومع تأبيه من زواج ابنته لابن أمير المؤمنين وولى عهده، فإنه زوجها لطالب علم فقير ضعيف الحال.
قال أبو وداعة: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما، فلما جئته قال: أين كنت؟ قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال: هلا أخبرتنا فشهدناها، قال: ثم أردت أن أقوم؛ فقال: هلا أحدثت امرأة غيرها؟ فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟ فقال: إن أنا فعلت