للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد كان للفرق الدينية نشاطها في عصر أبي حنيفة، وكثر حولها الجدل، وبدأ تدوين العلم، وظهرت حركة الترجمة، فسوى التفكير اليوناني مع مزيج من التفكير الفارسي إلى البلاد الإسلامية، وتفاعل هذا التفكير بمنهجه العقلي مع المنهج النقلي لدى المسلمين، فأثر هذا في التفكير الإسلامي، وأخذ البحث الفقهي يتجه نحو الكشف عن العلل في الأحكام الشرعية، ويفرض المسائل، ويستعمل القياس؛ حيث لا يجد نصا في كتاب أو سنة.

وإذا عرفنا أن العراق كانت أهم مركز للنشاط العلمي، ورث الحضارات القديمة، وانسابت إليه فلسفتها وعلومها، واتخذه العباسيون عاصمة لهم، فازدهرت فيه الحركة العلمية، وعرفنا إزاء هذا أن العراق كان مهد مدرسة أهل الرأي، وكبار شيوخها، أمثالك علقمة بن قيس النخعي، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وحماد ابن أبي سليمان الأشعري.

إذا عرفنا هذا كله، وأن حياة أبي حنيفة كانت في العراق؛ فإننا ندرك أنه استمد من من هذه العوامل كلها منهج تفكيره.

<<  <   >  >>