وتحالف مع الشوق إليك في اسحم داج، عوض ما نتفرق صفاء ليس فيه تداج، وقرأ أم الإخلاص في محبتك فعمله [٨٧ظ] غير خداج، الذي ثبطته الأقدار، وعالقه الفلك المدار، عن الحلول بمشاهدك الكريمة، والمثول في معاهدك التي هي لصادي الأمل انقع ديمة.
كتبته وانا أتنفس الصعداء، وأناجي بل اغبط أهل زيارتك السعداء، وللزفرات تصعد وانحدار، وللعربات تردد في الجفن وانهمار، طوراً تسيل الغمامة الثجاجة، وتارة كأني انظر من وراء زجاجة؛ أني كتبت وفي فؤادي لوعة حسرة على تفريط حره يتقد على الأحشا، وندماً على أمل أخشى أن يفصل بين قلبيه والرشا، وكيف ألذ حياة، أو آمن من الخطوب بياتاً، ولم اعبر لزيارتك سبسبا ولا لجة، ولا أقمت على دعوى الشوق إليك برهاناً ولا حجة، ولا أحرمت لحرم الله وحرمك، ولا مددت يد الافتقار فيه إلى كرمك؛ بعيد على دعوى المحبة إن تصح، وعلى خلب العزم يشح ان يسح، وإلا فعنان البطل خوار، والمحب إذا ما اشتاق زوار، ولعل العاجز يقول قولاً يظهر فيه مجازه، وكم دونه من مهمه ومفازه، أو يتأول جلي النصوص، ويتمثل: فكم ارض جذب ولصوص، كلا لو أصفى درة صفائه، لأخرجها اليم إلى الساحل، بل لو وفى لله حق وفائه، احله ذروة البلد الماحل، ضل أظله وقد أقام، وحاد عن السبيل وما استقام، وللعاجز متأول، اذا لم يكن عنده معول، تارة يطرق الغرر، ويقول: لا إضرار ولا ضرر، ويحرم ارتكاب الأخطار، ويحيل على غير ذي جناح إمكان المطار، ويجيز التيمم