الجاه والحظوة عند الأمير بتونس الذي ولاه الخطبة والإمامة بجامعه والحق وراء ذلك.
وقد وقفت على جوابه بخطه لمن سأله عن موضع سلفه بالأندلس، وسبب حلولهم بإشبيلية - أعادها الله للإسلام - رأيت إثباته هنا، وأن كان فيه بعض طول، لتعلم منه بعض أحواله، ونصه:
" أما أصلنا فمن منبج الشام وخرج سلفنا غزاة في طالعة بلج، واستوطنوا أبذة جيان، ويقال إنها شبيهة ببلدهم في خصبها واتساع خيرها، كذا رايتهم وسمعتهم يتلفظون بها بالذال المعجمة، وفي أخبارها ما يدل على أن العرب إذ ذاك تكلموا فيها بالدال المهملة، يقال أن بلجاً مر بها أو غيره فشبهها بمنبج، فقال: ما اسم هذه البلدة؟ قالوا: أبده، قال: أبدوها على يعمر، فنزلتها يعمر وبقوا بها إلى غلبة الروم عليها، ومن لم يكن يعمرياً فهو طارئ عليها؛ وللكلام على أشياء من هذه الجملة مكان غير هذا. ولم يزل سلفي بها إلى سنة نيف وخمسين ".
قال المصنف عفا الله عنه: يعني وخمسائة. رجع: " وقد ثار بها بل بجيان بلدتها ابن همشك فغر بهم منها احتياطاً - زعم - على استيساق إمرته بها، فنقل منها جدي الأعلى الشيخ الفقيه أبا عبد الله محمد بن يحيى ابن محمد وبنيه الأربعة الفقهاء الأنباه أبا علي الحسين بن محمد وأبا الحجاج يوسف بن محمد وأبا محمد عبد الله جدي أبا محمد وأبا بكر يحيى بن محمد وكان أصغرهم، واحتبس الشيخ عنده في منزل مكرماً إلا انه محجور