للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه التصرف دون بنيه، فتحيل بنوه وخرجوا عنه وقد أخيفوا ولم تسعهم طاعة، وكرهوا التوجه [٢٠٢ و] إلى مرسية لنقيضه ابن مردنيس (١) لما تخوفوا من لحاق معرة (٢) أميرهم بابيهم فلحقوا بإشبيلية، وقد أستوسق بها ملك المؤمنية، فرفع أمرهم لواليها إذ ذاك - أظنه ابن الجبر أو غيره - فرفعهم إلى العدوة حتى بايع ابن همشك ورغبوا في العودة إلى أندلسهم فأسعفوا بذلك على أن يسكنوا إشبيلية، فكان ذلك؛ وأمر أبوهم باللحاق بهم فاجتمعوا بها، فمن هذا كان أصل موقعنا بإشبيلية في حدود سنة ثمان وخمسين وخمسمائة؛ فتأهلوا بها وولد لهم الأولاد إلا من كان منهم ولد له قبل ذلك وهم معلومون بتواريخهم، وبقيت أملاكنا ببلدنا أبذة إلى تغلب العدو عليها، واتخذنا أملاكاً أخر بعمالات إشبيلية داخلها وخارجها وما يرجع إليها، ولم تزل عامتها بأيدينا إلى تغلب العدو عليها سنة ست وأربعين وستمائة، نفع الله بذلك ".

" مولد جدي الفقيه أبي محمد بابذة سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وتوفي بإشبيلية عام الأرك سنة إحدى وتسعين ومولد أبي بإشبيلية في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين، وتوفي بها في منتصف جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة؛ ومولدي بقرية من قرى إشبيلية عمل حصن القصر بالشرف تسمى الحجيرة، خرج أبواي لها في غلة الزيتون لضم فائد أملاكهم، وكانا متحابين لا يصبر أحدهما عن الآخر، فخرجا جميعاً إليها، فكانت ولادتي بها لعشر ليال بقيت من شهر أكتوبر


(١) كذا بالسين، ويرد في المصادر أيضاً بالشين.
(٢) كذا في الأصول، ولعلها: " مضرة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>