للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيان المذكور، بخطوط متباينة، ذات لون يخالف لون (١) ما تخط فيه، متفق عليها بالصوت المتقدم ذكره، فيسمى ذلك كتاباً تمثله اليد التي هي آلة لذلك. فتبلغ به نفس المخطط ما قد استبانته إلى النفس التي تريد أن تشاركها في استبانة ما قد استبانته، فتوصلها إليها العين، التي هي آلة لذلك. وهي في الأقطار المتباعدة، وعلى المسافات المتنائية التي يتفرق الهواء المسمى صوتاً قبل بلوغها، ولا يمكن توصيله إلى من فيها فتعلمها بذلك دون من يجاورها في المحل ممن لا تريد إعلامه. ولولا هذا الوجه، ما بلغت إلينا حكم الأموات على آباد الدهور، ولا علمنا علم (٢) الذاهبين على سوالف الأعصار، ولا انتهت إلينا أخبار الأمم الماضية والقرون الخالية. وتندرج في هذا القسم أشياء وليست بالفاشية، فمنها: إشارات باليد فقط، ومنها إشارات بالعين أو ببعض الأعضاء، وقد يمكن أن يؤدي البيان بمذاقات، فمن ذلك (٣) ما يدرك الأعمى بها البيان، ومنها ما لا يدركه إلا المبصر، إلا أنها حاشا الخط لا يدرك بها البيان (٤) إلا الحاضر وحده على حسب ما يتفق عليه مع المشير بذلك إليه، فهذه المرتبة الرابعة من مراتب البيان [٣ ظ] إذ لا سبيل إلى الكتاب إلا بعد الاتفاق على تمييز تلك الخطوط بالأصوات الموقفة عليها، قدرة (٥) عجزت العقول عن أكثر من (٦) المعرفة بها، وتوحد الأول الواحد الخالق الحق بتدبير ذلك واختراعه دون علة أوجبت عليه ذلك، إلا أنه يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وصارت نهاية الفضائل فينا (٧) فهم ما ذكرنا واستعمال في وجوهه والإقرار للخالق الأول الواحد الحق بالقوة والقدرة والعلم وأنه مباين لخلقه في جميع صفاتهم.


(١) م: مخالف للون.
(٢) م: علوم.
(٣) م: هذه.
(٤) ومنها ما يدركه.. البيان: سقط من س.
(٥) س: ندرة.
(٦) من: سقطت من س.
(٧) س: فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>