للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل (١) ذكور كل نوع وإناثه، أو سودانه وبيضانه، أو ما اختلفت ألوانه من سائر الأنواع، أو ما اختلفت طعومه مما أستوى تحت نوع واحد من الثمار والنبات وسائر ما يختلف في صفة ما وهو يجمعه كله نوع واحد؛ لأنك تجد الأسود والأبيض من الناس، والذكر والأنثى من كل نوع من الناس والحيوان غير الناطق وكثير من النوامي غير الحية، وذوات الألوان المختلفة من الخيل والدجاج وغير ذلك، فكل ذلك محدود بحد واحد، ومجتمع في طبيعة واحدة. وكثير من ذلك يعم أبعاضاً من أنواع كثيرة، كالذكر والأنثى والأسود والأبيض، ومن المحال أن يكون نوع واحد تقع تحته طبائع مختلفة متضادة الصفات، لا تحد كلها بحد جامع لها؛ فلذلك لم تجعل هذه أنواعاً جامعة لما تحتها (٢) ، وإنما نبهنا على هذا (٣) لئلا يقول جاهل (٤) : إن هذه الأقسام مختلفة، فهلا جعلتموها أنواعاً مختلفة، فأريناه أن حدها واحد، وطبيعتها واحدة، وخواصها واحدة، وفصولها واحدة، وإنما [١٤ظ] اختلفت في الأعراض فقط، وبهذا لم ننكر صبغ النحاس أبيض (٥) حتى يعود في مثل لون الفضة، وأنكرنا ومنعنا من أن نحيل طبع النحاس أصلاً إلى طبع الفضة، كما لا سبيل إلى إحالة طبع الحمار إلى طبع الإنسان البتة أصلاً، والله أعلم (٦) .

٨ - باب الفصل

ذكرت الأوائل في الفصل قسمين سموهما: عامياً وخاصياً، وليس وضعهما عندنا في باب الكلام في الفصل الذي نقصده في الفلسفة صواباً، لأنهما واقعان في باب الكلام في العرض؛ وإنما نقصد هاهنا الكلام في (٧) الفصل الذي يفصل الأنواع


(١) مثل: لم ترد في س.
(٢) وكثير من ذلك ... تحتها: سقط من م.
(٣) م: بهذا.
(٤) م: الجاهل.
(٥) أبيض: في وحدها.
(٦) والله أعلم: زيادة من م (وهو يتكرر فيها عند نهايات الفصول) .
(٧) العرض ... في: سقط من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>