للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتاة عدمت العيش إلا بقربها ... فهل في ابتغاء العيش ويحك من حرج

كأني وهي والكاس والخمر والدجى ... ثرى وحيا والدر والتبر والسبح فهذا أمر لا مزيد فيه ولا يقدر أحد على اكثر منه، إذ لا يحتمل العروض ولا بنية الأسماء أكثر من ذلك.

ويعرض للمحب القلق عند أحد أمرين: أحدهما عند رجائه لقاء من يحب فيعرض عند ذلك حائل.

خبر:

وإني لأعلم بعض من كان محبوبه يعده الزيارة، فما كنت أراه إلا جائياً وذاهباً لا يقر به القرار ولا يثبت في مكان واحد، مقبلا مدبراً قد استخفه السرور بعد ركانة، وأشاطه بعد رزانة؛ ولي في معنى انتظار الزيارة: [من الطويل]

أقمت إلى أن جاءني الليل راجياً ... لقاءك يا سؤلي ويا غاية الأمل

فأيأسني الإظلام عنك ولم أكن ... لأيأس يوماً إن بدا الليل يتصل

وعندي دليل ليس يكذب خبره ... بأمثاله في مشكل الأمر يستدل

لأنك لو رمت الزيارة لم يكن ... (١) ظلام ودام النور فينا ولم يزل والثاني عند حادث يحدث بينهما من عتاب لا تدرى حقيقته إلا بالوصف. فعند ذلك يشتد القلق حتى يوقف على الجلية (٢) ، فإما أن


(١) لا تعدو هذه الأبيات أن تكون " محاكمة استدلالية " - على طريقة أهل الجدل - مأخوذ من قول المتنبي:
أمن ازديارك في الدجى الرقباء ... إذ حيث أنت من الظلام ضياء (٢) في أكثر الطبعات (ما عدا برشيه) : الجليلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>