للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سائر الحواس. وأما ما لا ينحل منه شيء فلا طعم له ولا رائحة كبعض الحجارة وكالزجاج وما أشبه ذلك، على قدر قوة ما ينحل من المذوق تدرك النفس طعمه.

وأما المحسوس باللمس فهو ينقسم قسمين: أحدهما ما (١) تدركه النفس بملاقاة بشرة الجسد السليم لسطح الملموس بلا توسط شيء بينهما، إما من استواء أجزاء سطحه ويسمى ذلك املاساً (٢) ، وإما من ثباته فيسمى صلابة، وإما من تفرقها فيسمى تهيلاً أو تهولاً (٣) ، وإما من اختلاف أجزاء سطحه ويسمى (٤) ذلك خشونة. والثاني ما أدركته النفس بالعقل والعلم وبتوسط اللمس المذكور أو البصر كالذي قدمنا قبل من معرفة تناهي الجسم وكيفية الأشكال والحركة ومائية الملموس: أي (٥) شيء هو فإنه يعرف ما هو بتوسط العقل واللمس معاً أو بحس النفس مجرداً أو بتوسط (٦) اللمس وحده بلا عقل (٧) كالحر والبرد والرطوبة واليبس. فقد صح كما ترى أن العقل يشارك جميع الحواس فيما تدركه وينفرد عنها بالدلالة على أشياء كثيرة وإدراك أشياء جمة.

٤ - باب الإضافة

الإضافة على الحقيقة: هي ضم شيء إلى شيء وها هنا عبارة أخرى أخص (٨) بالمعنى المراد بالإضافة في طريق الفلسفة وهي أن تقول: الإضافة هي نسبة شيء من شيء وحسابه منه، كالقليل الذي لا يكون قليلاً إلا بإضافته إلى ما هو أكثر منه ونسبته إليه وحساب قدره من قدره.


(١) ما: سقطت من م.
(٢) س: بذلك.
(٣) م: ترهلاً أة تهيلاً.
(٤) م: فيسمى.
(٥) أي أي.
(٦) أو بتوسط: وتوسط في م.
(٧) بلا عقل: في م وحدها.
(٨) م: هي أخص.

<<  <  ج: ص:  >  >>