للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ذلك، وليس ذلك (١) انقطاعا في القول المناظر عنه؛ والمانع من ذلك جاهل ضيق الباع في العلم متغفل (٢) لخصمه، وذلك قبيح جدا. فإن تنازعا الكلام أو تنازعا التكليم مثل أن يقول كل واحد منهما: أنا أسأل أو يقول كل واحد منهما للآخر: كن (٣) أنت السائل، فهذا عجز من كليهما وقلة ثقة، إما بالقوة على نصر القول الذي يريد بيانه وإما بصحة القول نفسه (٤) ؛ فإن كان من قلة ثقة بقوة نصره فليتسع في العلم (٥) ولا يتعرض للمناظرة حتى يقوى، وهو كالجبان لا يجب أن (٦) يحضر القتال فيوهن طائفته؛ وإن (٧) كان من قلة ثقة بصحة القول فهذا ملوم جدا في الإقامة على قول لا يثق بصحته، وواجب عليهما بالجملة (٨) الاتفاق على أمر يفتتحان به الكلام.

وأما نحن فطريقتنا في ذلك تخيير الخصم أن يكون سائلا أو مسؤولا فأيهما تخير أجبناه إليه (٩) ، فإن رد الخيار ألينا اخترنا أن يكون هو السائل، لأن هذا العمل هو أكثر قصد الضعفاء وعمدة مرغوبهم، وهم يضعفون إذا سئلوا، فنختار حسم أعذارهم وتوفيتهم أقصى مطالبهم التي يظنون أنهم فيها أقوى ليكون ذلك أبلغ (١٠) في قطع معالقهم. ثم إنه إن بدا له في ذلك واختار أن نسأله أجبناه إلى ذلك أيضا (١١) ، إلا أننا لا نقضي بذلك على غيرنا لأنه ليس واجبا، فمن تخير أن يكون سائلا وأذن له خصمه من ذلك فله أن يسأل وليس له أن يتحكم فيترك ذلك [٨٤ظ] وينتقل إلى أن يكون مسؤولا؛ فإن فعل فهذا عجز أو خرق (١٢) في حكم المناظرة، ونحن نختار


(١) س: في ذلك.
(٢) م: متفعل.
(٣) كن: سقطت من س.
(٤) س: بنفسه.
(٥) م: التعلم.
(٦) يجب أن: في م وحدها.
(٧) س: فإن.
(٨) م: بالجملة عليهما.
(٩) إليه: سقطت من س.
(١٠) س: أقوى.
(١١) أيضاً: سقطت من م.
(١٢) م: هذا في.

<<  <  ج: ص:  >  >>