للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن مطرف (١) عن عبيد الله بن يحيى (٢) عن أبيه عن مالك عن سلمة ابن صفوان الزرقي عن زيد بن طلحة بن ركانة يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء (٣) .

فهذه الأسباب الثلاثة أصلها من المحب وابتداؤنا من قبلة، والذم لاصق به في نسيانه لمن يحب.

٤ - فمنها: الهجر، وقد مر تفسير وجوهه؛ ولابد لنا أن نورد منه شيئاً في هذا الباب يوافقه.

والهجر إذا تطاول وكثر العتاب واتصلت المفارقة يكون باباً إلى السلو. وليس من وصلك ثم قطعك لغيرك من باب الهجر في شيء لأنه الغدر الصحيح، ولا من مال إلى غيرك - دون أن تتقدم لك معه صلة - من الهجر أيضاً في شيء، إنما ذاك هو النفار - وسيقع الكلام في هذين الفصلين بعد هذا إن شاء الله تعالى - لكن الهجر ممن وصلك ثم قطعك لتنقيل واش أو لذنب واقع أو لشيء قام في النفس، ولم يمل إلى سواك ولا أقام أحداً غيرك مقامك؛ والناسي في هذا الفصل من المحبين ملوم دون سائر الأسباب الواقعة من المحبوب: لأنه لا تقع حالة تقيم العذر في نسيانه، وإنما هو راغب


(١) هو أبو عمر أحمد بن مطرف بن عبد الرحمن المعروف بابن المشاط (توفي سنة ٣٥٢) (الجذوة: ١٣٨ وابن الفرضي ١: ٥٧ وهو الذي سمع من عبيد الله بن يحيى (انظر التعليق التالي) ووهم الدكتور الطاهر مكي فظنه أحمد بن مطرف الجهني (انظر ص ١٨٨ حاشية ١٩) ، ولا شأن لهذا برواية الحديث.
(٢) هو عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي وهو آخر من حدث عن أبيه يحيى بن يحيى عن مالك، وله رحلة إلى العراق، توفي سنة ٢٩٧ (الجذوة: ٢٥٠) .
(٣) ورد الحديث في ابن ماجه (زهد: ١٧) والموطأ (حسن الخلق: ٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>