للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدثنا أحمد بن محمد بن أحمد (١) ثنا وهب بن مسرة (٢) ومحمد ابن أبي دليم (٣) عن محمد بن وضاح (٤) عن يحيى بن يحيى (٥) عن مالك ابن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل: " من وقاه الله شر اثنتين دخل الجنة " فسئل عن ذلك فقال: " ما بين لحييه وما بين رجليه " (٦) .

وإني لأسمع كثيراً ممن يقول: الوفاء في قمع الشهوات في الرجال دون النساء، فأطيل العجب من ذلك، وإن لي قولاً لا احول عنه: الرجال والنساء في الجنوح إلى هذين الشيئين سواء، وما رجل عرضت له امرأة جميلة بالحب وطال ذلك، ولم يكن ثم من مانع، إلا وقع في شرك الشيطان، واستهوته المعاصي، واستفزه الحرص وتغوله الطمع، وما امرأة دعاها رجل بمثل هذه الحالة إلا وأمكنته، حتماً مقضياً وحكماً نافذاً لا محيد عنه البتة (٧) .


(١) هو ابن الجسور كما تقدم (ص: ١٧٤) ووهم الدكتور الطاهر مكي فظنه ابن برد الذي مر آنفاً، وابن برد لم يكن محدثاً (انظر طوق الحمامة تحقيق د. مكي: ١٦٢ الحاشية رقم: ٤) .
(٢) وهب بن مسرة الحجاري التميمي أبو الحزم (- ٣٤٦) حضر إلى قرطبة وأخرجت إليه أصول محمد بن وضاح التي سمع فيها (ابن الفرضي ٢: ١٦١) .
(٣) هو محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي دليم (- ٣٧٢) قرطبي يكنى أبا عبد الله، وكان ضابطاً لكتبه ثقة مأموناً مجتهداً عابداً عاش صرورة (ابن الفرضي ٢: ٨٥ وترتيب المدارك ٤: ٤٤١) ووهم الدكتور الظاهر مكي فترجم لأخيه عبد الله بن محمد في موضعه.
(٤) محمد بن وضاح (٢٠٠ - ٢٨٧) قرطبي، رحل إلى المشرق مرتين وسمع كثيراً وكان عالماً بالحديث بصيراً بطرقه ورعاً متعففاً (ابن الفرضي ٢: ١٧ والجذوة: ٨٧) .
(٥) يحيى بن يحيى الليثي (- ٢٣٤) تلميذ مالك، وناشر مذهبه في الأندلس، سمع منه مشايخ الاندلس في وقته ونال حظوة وجلالة ذكر (ابن الفرضي ٢: ١٧٦ والجذوة٣٥٩) .
(٦) ورد هذا الحديث في الموطأ (كلام: ١١) والترمذي (زهد: ٦١) ومسند أحمد ٥: ٣٦٢ وانظر البخاري (رقاق: ٢٣، حدود: ١٩) ومسند أحمد ٥: ٣٣٣.
(٧) يتجاوز ابن حزم هنا موقف الجاحظ الذي جعل سهولة الانقياد من نصيب المرأة وحدها، وكأنه يرد عليه (الحيوان ١: ١٦٩ - ١٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>