للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم (١) وان قل فإن من قليل الأعمال يجتمع كثيرها، وربما اعجز أمرها عند ذلك فبطل الكل. ولا تحقر شيئاً مما ترجو به تثقيل ميزانك يوم البعث أن تعجله الآن، وان قل، فانه يحط عنك كثيراً لو اجتمع لقذف بك في النار.

٥٠ - الوجع والفقر والنكبة والخوف لا يحس أذاها الا من كان فيها، ولا يعلمه من كان خارجاً عنها، وفساد الرأي والعار والإثم لا يعلم قبحها إلا من كان خارجاً عنها وليس يراه من كان داخلاً فيها.

٥١ - الأمن والصحة والغنى لا يعرف حقها الا من كان خارجاً عنها وليس يعرفه (٢) من كان فيها. وجودة الرأي والفضائل وعمل الآخرة لا يعرف فضلها الا من كان من أهلها، ولا يعرفه من لم يكن منها.

٥٢ - أول من يزهد في الغادر من غدر له الغادر، وأول من يمقت شاهد الزور من شهد له به، وأول من تهون الزانية في عينه فالذي يزني بها.

٥٣ - ما رأينا شيئاً فسد فعاد إلى صحته الا بعد لأي - أي بعد شدة - فكيف بدماغ يتوالى عليه فساد السكر كل ليلة، وان عقلاً زين لصاحبه تعجيل افساده كل ليلة لعقل (٣) ينبغي أن يتهم.

٥٤ -[الطريق تبرم، والزوايا تكرم، وكثرة المال ترغب وقلته تقنع] (٤) .

٥٥ - قد ينحس العاقل بتدبيره ولا يجوز أن يسعد الأحمق بتدبيره.


(١) ص: بأن العجلة اليوم.
(٢) م: وليس يعرف حقها.
(٣) ص: العقل.
(٤) هذه الفقرة تبدو دخيلة وقوله " الزوايا تكرم " لا أدري معناه، ولعله " الروايا " أي الابل التي تحمل الماء وتعين على قطع الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>