(٢) الأمثلة في ذلك كثيرة؛ فقد ذكر ابن حزم: نصر بن عاصم الأنطاكي وصحح له حديثاً في المحلى؛ والاسم خطأ وصوابه عبد الله بن نصر الأصم؛ فسقط عبد الله من النسب وصحف الأصم بعاصم (لسان الميزان ٦: ١٥٥) . (٣) مثال ذلك عبد الله بن عمرو بن لويم، قال ابن حزم فيه: مجهول، وعده غيره في الصحابة، فقال ابن حجر معلقاً: " ثم ظهر لي أن ابن حزم ما عنى هذا وإنما عنى آخر يوافقه في الاسم والأب والجد " (لسان الميزان ٣: ٣٢١) . (٤) البداية والنهاية ١٢: ٩٢ ومما لا ريب فيه أن ابن كثير كان معجباً بابن حزم حتى أنه رأى الشيخ محيي الدين النواوي في المنام (ليلة الاثنين ٢٢ محرم ٧٦٣) فسأله: يا سيدي الشيخ لم لا أدخلت في شرحك المهذب شيئاً من مصنفات ابن حزم فقال ما معناه إنه لا يحبه، فقال ابن كثير: أنت معذور فيه فإنه جمع بين طرفي النقيضين في أصوله وفروعه، أما هو في الفروع فظاهري جامد لابس وفي الأصول تول مائع قرمطة القرامطة وهرمس الهرامسة.... قال ابن كثير: ثم أشرت له إلى أرض خضراء تشبه النجيل بل هي أردأ شكلاً منه لا ينتفع بها في استغلال ولا رعي، فقلت له: هذه أرض ابن حزم التي زرعها؛ قلت: فانظر إلى دلالة هذا المنام ما أعمقها: ابن كثير حزين في دخلة نفسه لأن الشيخ لم يقتبس من مصنفاته ولكنه بقوة العامل الخارجي مدفوع إلى إنكاره وهو يكرر في المنام رأياً جهر به في اليقظة، ثم يرى ما زرعه ابن حزم خضرة تسر النظر لكنه مدفوع إلى إنكارها لأن أرضها لا تستغل (حتى النواوي لم يستغلها) .