خص العشي والإظهار بالحمد في الذكر؛ لأنها أحوال تذكر
بإحسان الله، وذلك أن انقضاء إحسان أول إلى إحسان ثان يقتضي
الحمد عند تمام الإحسان، والأخذ في الآخر كما قال: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠) } .
إحياء الأرض ليس بحقيقة؛ كما لا يكون الإنسان أسداً في
الحقيقة، وإن قيل له أسد تشبيهاً به؛ فكأن الأرض تحيا بالنبات الذي
فيها.
وقيل: في كتاب الله ذكر الصلوات الخمس..
[فحين تمسون صلاة المغرب وَعِشَاءُ الآخرة وحين تصبحون صلاة الغداة.
وعشياً صلاة العصر، وحين تظهرون صلاة الظهر.
وقد قيل إن قوله:(وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ)
إنها الصلاة الخامسة، فيكون على هذا التفسير قوله:(حين تمسون)
لصلاة واحدة.] (١)
(١) في المخطوط سقط وما بين المعوفتين زيادة من معاني القرآن وإعرابه للزجاج. جـ ٤ ص: ١٨٠ - ١٨١) .