للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتصريف معناها أحق وأولى من تصريف معناها في غير لفظها لما فيه من التشاكل المنافي للتنافر.

فإن قال فما الدليل على أن الكافرين فيها على الخصوص؟.

قيل له: خروج الكلام على حال معلومة من دخول الكفار متقاطرين في الإسلام، فدل ذلك أنه في قوم مخصوصين مع تظاهر الأخبار بأنه في قوم من الكفار بأعيانهم دون غيرهم.

فإن قال: ما الدليل على أن الألف واللام للمعهود مع أن المبهم لا يوصف

إلاّ بالجنس؟.

قيل له: هي في مخرج اللفظ على الجنس من حيث هو صفة ل (أي) ولكن

(أيا) للمخاطبين من الكفار بأعيانهم فآل إلى معنى المعهود في أنه يرجع إلى

جماعة بعينها، نحو: يا أيها الرجال ادخلوا الدار، فلم تأمر جميع الرجال، ولكن أمرت الذين أشير إليهم بإقبالك عليهم.

فإن قالوا: فما فائدة الكلام؟.

قيل لهم: الإنكار لما لا يجوز من مناقلة العبادة على ما توهمه قوم من

الكفار لتقوم الحجة به من جهة السمع كما كانت من جهة العقل مع الإعجاز الذي فيه، وذلك من جهة الإخبار بما يكون في مستقبل الأزمان مما لا سبيل إلى علمه إلا بوحي الله تعالى إلى من يشاء من العباد، فوافق المخبر بما تقدم به الخبر، وفي ذلك أوضح الدلالة

فإن قال فما معنى {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>