للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكثير المتداول بينهم ألفاظًا فصيحة، كالسماء، والأرض، والنار، والماء، والحجر، والطين، وأشباه ذلك.

وقد نطق القرآن الكريم في مواضع كثيرة منه، وجاءت في كلام الفصحاء نظمًا ونثرًا.

والذي ترجَّح في نظري أن المراد بالمبتذل من هذا القسم إنما هو الألفاظ السخيفة الضعيفة، سواء تداولتها العامَّة أو الخاصة. فمما جاء منه قول أبي الطيب المتنبي١:

وملمومةٌ سيفيَّةٌ ربعيةٌ ... يصيح الحصى فيها صياح اللقالق٢

فإن لفظة "اللقالق" مبتذلة بين العامة جدًّا، وكذلك قوله٣:

ومن الناس من يجوز إليهم ... شعراء كأنها الخازباز٤

وهذا البيت من مضحكات الأشعار، وهو من جملة "البرسام" الذي ذكره في شعره حيث قال٥:

إن بعضًا من القريض هراءٌ ... ليس شيئًا وبعضه أحكام٦

فيه ما يجلب البراعة والفهم ... وفيه ما يجلب البرسام٧


١ ديوان المتنبي ٢/ ٣٢٥ من قصيدة مطلعها:
تذكرت ما بين العذيب وبارق ... مجر عوالينا ومجرى السوابق
٢ الملومة: الكتيبة المجتمعة، وسيفية: منسوبة إلى سيف الدولة، وربعية: منسوبة إلى بيعة، وهي قبيلة سيف الدولة، واللقالق: جمع لقلق، وهو طائر كبير يسكن العمران في أرض العراق.
٣ ديوان المتنبي ٢/ ١٨٣ من قصيدة في مدح أبي بكر علي بن صالح، ومطلعها:
كفرندي فريد سبقي الجرار ... لذة العين عدة للبراز
٤ رواية الديوان:
ومن الناس من يجوز عليه, والخازباز: حكاية صوت الذباب، ويسمَّى الذباب "الخازباز", وقال الأصمعي: هو نبت، وقال قوم: الخازباز داء يأخذ الإبل في حلوقها والناس، والمعنى: أنت ناقد الكلام تعرف الشعر، وغيرك يجوز عليه شعراء يهذون، كأنهم طنين الذباب في هذيانهم.
٥ ديوان المتنبي ٤/ ١٠١ من قصيدته التي مطلعها:
لا افتخار لمن لا يضام ... مدرك أو محارب لا ينام
٦ رواية الديوان "هذاء" موضع "هراء", والهذاء والهذيان مصدر هذى يهذي, إذا قال قولًا لا فائدة له، والأحكام جمع حكم بمعنى: الحكمة.
٧ رواية الديوان "الفضل" موضع "الفهم"، والبرسام علة يهذي فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>