للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقول: "مندَّف" من الألفاظ العامية، ومن هذا القسم قول البحتري:

وجوه حسَّادك مسودَّة ... أم صُبِغَتْ بعدي بالزاج

فلفظة: "الزَّاج" من أشدِّ ألفاظ العامَّة ابتذالًا.

وقد استعمل أبو نواس هذا النوع في شعره كثيرًا، كقوله:

يا من جفاني وملا ... نسيت أهلًا وسهلا

ومات مرحب لما ... رأيت مالي قلا

إني أظنك فيما ... فعلت تحكي القرلّى٢

وكقوله٣:

وأنمر الجلدة صيَّرته ... في الناس زاغًا وشقرَّاقا٤

ما زلت أجري كلكي فوقه ... حتى دعا من تحته قاقا

وكقوله:

وملحة بالعذل تحسب أنني ... بالجهل أترك صحبة الشطار

وقد استعمل لفظة "الشاطر" "والشاطرة" "والشطار" كثيرًا، وهي من الألفاظ التي ابتذلها العامة حتى سئمت من ابتذالها.

وهذه الأمثلة تمنع الواقف عليها من استعمال أشباهها وأمثالها.

ومن أوصاف الكلمة ألّا تكون مشتركة بين معنيين أحدهما يكره ذكره، وإذا وردت وهي غير مقصود بها ذلك المعنى قبحت، وذلك إذا كانت مهملة بغير قرينة تميز معناها عن القبح.


١ ديوان أبي نواس ١٥٣ في عتاب عمرو الوراق.
٢ القرلى كزمكى: طائر ذو حزم لا يرى إلا فرقًا على وجه الماء على جانب يهوي بإحدى عينيه إلى قعر الماء طمعًا، ويرفع الأخرى في الهواء حذرًا، ومنه المثل "أحزم من قرلى، إن رأى خيرًا تدلى، وإن رأى شرًّا تولَّى".
٣ ديوان أبي نواس ١٨٩ في هجاء زنبور.
٤ الأنمر: ما فيه نمرة, أي: نكتة بيضاء وأخرى سوداء، والزاغ: غرب صغير، والشقراق -بكسرتين وراء مشددة أو كقرطاس ويفتح طائر مرقط بخضرة وحمرة وبياض، ويكون بأرض الحرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>