للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمصالح الدين والدنيا، وعوائد الآخرة والأولى، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} ١, وقال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} ٢.

وأمره بالسعي في أيام الجمع إلى المساجد الجامعة، وفي الأعياد إلى المصليات الضاحية، بعد التقدم في فرشها وكسوتها، وجمع القُوَّام والمؤذنين والمكبِّرين فيها، واستسعاء الناس إليها، وحضِّهم عليها، آخذين الأُهْبَة، متنظِّفين في البِزَّة، مؤدين لفريضة الطهارة، وبالغين في ذلك أقصى الاستقصاء، معتقدين خشية الله وخيفته، مدَّرعين تقواه ومراقبته، مكثرين من دعائه -عز وجل- وسؤاله، مصلين على محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله، بقلوب على اليقين موقوفة، وهمم إلى الدين مصروفة، وألسن بالتقديس والتسبيح فصيحة، وآمال في المغفرة والرحمة فسيحة، فإن هذه المصلّيات والمتعبّدات بيوت الله التي فضَّلَها، ومناسكه التي شرَّفَها، وفيها يتلى القرآن الكريم، ويتعوذ العائدون، ويتعبَّد المتعبِّدون، ويتهجد المتهجدون، وحقيقٌ على المسلمين أجمعين من والٍ ومولَى عليه أن يصونها ويعمرها، ويواصلها ولا يهجرها، وأن يقيم الدعوة على منابرها لأمير المؤمنين ثم لنفسه، على الرسم الجاري فيها، قال الله تعالى في هذه الصلاة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} ٣, وقال في عمارة المساجد: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} ٤.

وأمره أن يراعي أحوال من يليه من طبقات جند أمير المؤمنين ومَوَاليه، ويطلق لهم الأرزاق، في أوقات الوجوب والاستحقاق، وأن يُحْسِنَ في معاملتهم، ويجمل في


١ سورة النساء: الآية ١٠٣.
٢ سورة العنكبوت: الآية ٤٥.
٣ سورة الجمعة: الآية ٩.
٤ سورة التوبة: الآية ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>