للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جملتها أنه والحلواء شيء واحد إلا أنه من خلق الله، وتلك من خلق الناس.

ومن جملتها أن العباس رضي الله عنه قال: "يا رسول الله، إن قريشًا تذاكرت أحسابها، فضربوا لك مثالًا بنخلة بكبوة١.

وكل هذه المعاني حسنة واردة في موضعها، ومن كتب في معنى من المعاني، فليكتبه هكذا، وإلا فليدع.

ومن ذلك رقعة كتبتها إلى بعض حجاب السلطان في حاجة عرضت لي، وأرسلت معها هدية من ثياب ودراهم، وهي:

ما من صديق، وإن صحت صداقته ... يومًا بأنجح في الحاجات من طبق

إذا تلثم بالمنديل منطلقًا ... لم يخش نبوة بوابٍ ولا غلق

"الهدية مشتقة من الهدى، غير أنها ترف إلى القلب لا إلى الندى، وصهارتها أنفع من الصهارة، وكلما ترددت كانت بكرًا فهي لا تنفك عن البكارة، ومن خصائصها أنها تمسك بمعروف أمن من السراح، وإذا رامت فتح باب لا تفتقر في علاجه إلى مفتاح، وقد قيل: إنها الحسناء المتأنقة في عمارة بيتها، التي توصف بأن القنديل يضيء بزيتها".

"وقد أرسلتها إلى المولى وهي تتهادى في إعجابها، وتدل بكثرة دراهمها وثيابها، وتقول: أنا الكريمة في قومها الشريفة في أنسابها".

"وأحسن ما فيها أنها جاءت سرًا، لم تعلم بها اليد اليمنى من اليسرى".


١ ذكر صاحب اللسان أن ناسا من الأنصار قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم: إنا نسمع من قومك: إنما مثل محمد كمثل نخلة تنبت في كبا، قال: هي بالكسرة والقصر الكناسة، وجمعها "أكبا" ... وفي الحديث عن العباس أنه قال: قلت: يا رسول الله إن قريشا جلسوا، فتذاكروا أحسابهم، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض.
قال شمر: قوله "في كبوة" لم نسمع فيها عن علمائنا شيئا، ولكنا سمعنا الكبا والكبة، وهو الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت، انظر لسان العرب ٢٠/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>