للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني وما نحروا غداة منىً ... عند الجمار يئودها العقل١

لو بدلت أعلى مساكنها ... سفلًا وأصبح سفلها يعلو

لعرفت مغناها بما٢ ضمنت ... مني الضلوع لأهلها قبل

ثم جاء المحدثون من بعده، فانسحبوا على ذيله، وحذوا حذوه، فقال أبو تمام٣:

وقفت وأحشائي منازل للأسى ... به وهو قفرٌ قد تعفت منازله

وقال البحتري٤:

عفت الرسوم وما عفت أحشاؤه ... من عهد شوقٍ ما تحول٥ فتذهب

وقال المتنبي٦:

لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهن منك أواهل

وهذا المعنى قد تداوله الشعراء، حتى إنه ما من شاعر إلا ويأتي به في شعره.

وكذلك ورد لبعضهم من شعراء الحماسة٧:

أناخ اللؤم وسط بني رياح ... مطيته وأقسم لا يريم٨

كذلك كل ذي سفرٍ إذا ما ... تناهى عند غايته يقيم٩


١ في الأصل "وإن نحروا"، والواو من "وما نحروا" القسم وآده أعياه، والعقل واحده عقال، ما يعقل به البعير عن السير أو للنحر، وجواب القسم "لو بدلت" إلى آخر الأبيات.
٢ في ديوان الحماسة، "لما ضمنت".
٣ ديوان أبي تمام ٢٢٩ من قصيدة يمدح فيها المعتصم بالله، أولها:
أجل أيها الربع الذي خف آهله ... لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله
٤ ديوان البحتري ٣-١٨٨ من قصيدة يمدح بها إسحاق بن إبراهيم، ومطلعها:
عارضتنا أصلا فقلنا الربرب ... حتى أضاء الأقحوان الأشنب
٥ في الديوان "ما يحول" بالياء.
٦ ديوان المتنبي ٣-٢٤٩ مطلع قصيدة في مدح القاضي أبي الفضل أحمد بن عبد الله الأنطاكي.
٧ ديوان الحماسة ٢، ٢٢٨.
٨ في الأصل "بني رماح" و"وأقسم"، والتصويب عن ديوان الحماسة، ومعنى لا يريم لا يبرح.
٩ في ديوان الحماسة "مقيم" بالميم موضع الياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>