للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنوي، وهذا القسم ألطف الأقسام الأربعة؛ لأنه نقل صورة إلى غير صورة.

وكل واحد من هذه الأقسام الأربعة المشار إليها لا يخلو التشبيه فيه من أربعة أقسام أيضًا:

١- إما تشبيه مفرد بمفرد.

٢- وإما تشبيه مركب بمركب.

٣- وإما تشبيه مفرد بمركب.

٤- وإما تشبيه مركب بمفرد.

والمراد بقولنا مفرد ومركب: أن المفرد يكون تشبيه شيء واحد بشيء واحد، والمركب تشبيه شيئين اثنين بشيئين اثنين.

وكذلك المفرد بالمركب، والمركب بالمفرد، فإن أحدهما يكون تشبيه شيء واحد بشيئين، والآخر: يكون تشبيه شيئين بشيء واحد، والآخر يكون تشبيه شيئين بشيء واحد.

ولست أعني بقولي: "تشبيه شيئين بشيئين" أن لا يكون إلا كذلك، بل أردت تشبيه شيئين بشيئين فما فوقهما، كقول بعضهم في الخمر.

وكأنها وكأن حامل كأسها ... إذ قام يجلوها على الندماء

شمس الضحى رقصت وجهها ... بدر الدجى بكواكب الجوزاء

فشبه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء، فإنه شبه الساقي بالبدر، وشبه الخمر بالشمس، وشبه الحبب الذي فوقها بالكواكب.

وإذا بينت أن التشبيه ينقسم إلى تلك الأقسام الأربعة، فإني أقول: إن التشبيه المضمر الأداة قد قدمت القول في أنه ينقسم إلى خمسة أقسام١.

فالقسم الأول: لا يرد إلا في تشبيه مفرد.

بمفرد، والقسم الثاني لا يرد إلا في تشبيه مفرد بمركب.


١ انظر تفصيل هذه الأقسام الخمسة في صفحة "١١٥" من هذا الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>