للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقسم الثالث: لا يرد إلا في تشبيه مركب بمركب.

والقسم الرابع والخامس: لا يردان إلا في تشبيه مركب بمركب.

ألا ترى أنا إذا قلنا في القسم الأول: "زيد أسد"، كان ذلك تشبيه مفرد بمفرد.

وإذا قلنا في القسم الثاني: ما مثلناه به من الخبر النبوي، وهو "الكمأة جدري الأرض"، كان ذلك تشبيه مفرد بمركب، وكذلك بيت البحتري١، وبيت أبي تمام٢ المشار إليهما فيما تقدم.

وإذا قلنا في القسم الثالث: ما أشرنا إليه من الخبر النبوي أيضًا الذي هو: $"وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم"، كان ذلك تشبيه مركب بمركب.

وإذا قلنا في القسم الرابع والخامس: ما مثلنا به من بيتي الفرزدق٣ والبحتري٤ كان ذلك تشبيه مركب بمركب.

وإذا كان الأمر كذلك، وجاءك شيء من التشبيه المضمر الأداة، وهو من القسم الأول، فاعلم أنه تشبيه مفرد، وإذا جاءك شيء من القسم الثاني، فاعلم أنه تشبيه مفرد بمركب، وإذا جاءك شيء من القسم الثالث، فاعلم أنه تشبيه مركب بمركب، وكذلك إذا جاءك شيء من القسم الرابع، والقسم الخامس، فإنهما من باب تشبيه المركب بالمركب.


١ البيت الذي يعنيه هو قول البحتري:
غمام سماح لا يغب له حيا ... ومسعر حرب لا يضيع له وتر
٢ بيت أبي تمام المقصود من قوله:
أي مرعى عن ووادي نسيب ... لحبته الأيام في ملحوب
٣ يقصد قول الفرزدق في هجاء جرير:
ما ضر تغلب وائل أهجوتها ... أم بلت حين تناطح البحران
وكذلك قوله:
قوارض تأتيني وتحتقرونا ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم
٤ يعني قول البحتري في التعزية بلود:
تعز فإن السيف يمضي وإن وهت ... حمائله عنه وخلاه قائمة

<<  <  ج: ص:  >  >>