فهل نبئت عن أخوين داما ... على الأيام غير ابني شمام ٢ كان شاعر حسن الشعر، كثير التصرف فيه، وكان صعلوكا يقطع الطريق. ثم اقتصر عن ذلك، وكان كثيرا ما يصف نفسه بالشجاعة والإقدام، وهو القائل: هنيئا لإخواني ببغداد ... وعيدي بحلوان قراع الكتائب وأنشدها أبا دلف، فقال له: إنك لتصف نفسك بالشجاعة، وما رأيت عندك لذل أثرا، فقال: أيها الأمير، وما ترى عند رجل حاسر أعزل؟ فقال: أعطوه سيفا ورمحا ودرعا، فأعطوه ذلك أجمع، فأخذه وركب الفرس وخرج على وجهه، فلقيه مال لأبي دلف يحمل إليه من بعض ضياعه، فأخذه وجرح جماعة من غلمانه، فهربوا وسار بالمال، فلم ينزل إلا على عشرين فرسخا، فلما اتصل خبره بأبي دلف قال: نحن جنينا على أنفسنا وكنا أغنياء عن أهاجته، لو كتب إليه بالأمان، وسوغه المال، وأمره بالقدوم، فرجع، ولم يزل يمدحه حتى مات.