للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجري السواك على أغر كأنه ... برد تحدر من متون غمام

لو كان عهدك كالذي حدثتنا ... لوصلت ذاك فكان خير زمام١

ولقد أراني والجديد إلى بلى ... في موكب٢ طرف الحديث كرام

لولا مراقبة العيون أريتنا ... حدق المها٣ وسوالف الآرام

وإذا صرفن عيونهن بنظرة ... نفذت نوافذها بغير سهام

هل تنفعنك إن قتلن مرقشا٤ ... أو ما فعلن بعروة بن حزام٥

وحلاوة هذا الكلام أحسن من إيجازه، ولقد أعوز غيره أن يأتي بمثله حتى أقر عوازه.

ومن باب الإيجاز الذي يسمى "التقدير" قول علي بن جبلة:

وما لأمرئ حاولته عنك مهرب ... ولو حملته في السماء المطالع


١ في الأصل "خير زمام" وفي الديوان "غير رمام"، وإذا كان لنا أن نفضل آثرنا رواية ابن الأثير، لاتصال معنى الكلام، ولذلك أبقينا، ورواية الموشح "١٦٧" توافق رواية الديوان.
٢ رواية الديوان "في فتية"، ويرى الشطر الثاني أيضا:
في فتية طرفي الحديث كرام
٣ رواية الديوان، "أرنا مقل المها" وهي أجود، لمناسبة ما بعدها في الإخبار عن جماعة الإناث.
٤ المرقش الأكبر، هو عوف، وقيل: عمرو بن سعد بن مالك بن بكر بن وائل، وه عم ربيعة بن سفيان المعروف بالمرقش الأصغر، والمرقش لقب غلب عليه لقوله:
الدار قفر والرسوم كما ... رقش في الأديم قلم
وكان للمرقشين جميعا موقع في بكر بن وائل وفي حروبها مع بني تغلب، وبأس وشجاعة ونجدة، وللمرقش الأكبر شعر حسن، وهو يعد من أهل الطبقة الأولى في الشعر، وكان بنو بكر يدعون التقدم له ولعمرو بن قميئة، إلا أن شعره قليل، تولت عليه يد الضياع، مات نحو سنة ٥٥٢م، ودفن في أرض مراد. وسائر أخباره في "شعراء النصرانية" ٢٨٢.
٥ يروى "ابن حذام" و"ابن حمام" و"ابن خذام"، روى محمد بن سلام الجمحي "طبقات فحول الشعراء ٣٣" قول امرئ القيس:
عوجًا على الطلل المحيل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن حذام
قال ابن سلام: وهو رجل من طيئ، لم يسمع شعره الذي بكى فيه، ولا شعر ذكر فيه، غير هذا البيت الذي ذكره امرؤ القيس".

<<  <  ج: ص:  >  >>