فقددت الأديم لراهشيه ... ألقى قولها كذبا ومينا فإن الزائد هو "كذبا" أو"مينا"، ولا يتعين أحدهما لزيادة ولا يترجح، فإن كانت الزيادة متعينة اختص ذلك باسم "الحشو"، وهو زيادة معينة لا لفائدة كقول أبي الطيب: ولا فضل فيها للشجاعة والندى ... وصبر الفتى لولا لقاء شعوب فإن لفظ "الندى" فيه حشو يفسد المعنى؛ لأن المعنى أنه لا فضل في الدنيا للشجاعة والصبر، والندى لولا الموت، وهذا الحكم صحح في الشجاعة دون الندى؛ لأن الشجاع لو علم أنه يخلد في الدنيا لم يخش الهلاك في الإقدام، فلم يكن لشجاعته فضل، بخلاف الباذل ماله، فإنه إذا علم أنه يموت هان عليه بذله، وقد يكون الحشو غير مفسد للعنى كقول الشاعر: ذكرت أخي فعاودني ... صداع الرأس والوصب فإن لفظ الرأس حشو لا فائدة فيه؛ لأن الصداع لا يستعمل إلا في الرأس وليس بمفسد للمعنى، وفي هذا وغيره أقوال يرجع إليها في موسوعات البلاغة.