للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه أن الناثر يعاب على استعماله مطلقا إذا أتى لغير فائدة، أما الناظم فإنه يعاب عليه في موضع دون موضع.

أما الموضع الذي يعاب استعماله فيه فهو صدور الأبيات الشعرية وما والاها، وأما الموضع الذي لا يعاب فيه فهو الأعجاز من الأبيات لمكان القافية، وإنما جاز ذلك ولم يكن عيبا؛ لأنه قافية، والشاعر مضطر إليها، والمضطر يحل له ما حرم عليه، كقول امرئ القيس في قصيدته اللامية التي مطلعها:

ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي

فقال:

وهل ينعمن إلا سعيد مخلد ... قليل الهموم لا يبيت بأوجال١

وإذا كان قليل الهموم فإنه لا يبيت بأوجال، وهذا تكرير للمعنى، إلا أنه ليس بمعيب؛ لأنه قافية.

وكذلك قال الحطيئة:

قالت أمامة لا تجزع فقلت لها ... إن العزاء وإن الصبر قد غلبا

هلا التمست لنا إن كنت صادقة ... ما لا نعيش به في الناس أو نشبا٢

فالبيت الأول معيب؛ لأنه كرر العزاء والصبر، إذ معناهما واحد، ولم يردا


١ ديوان امرئ القيس ٢٧ والمطلع في الديوان:
"ألا عم صباحا" والبيت الثاني:
وهل يعمن إلا سعيد مخلد ... قليل الهموم ما يبيت بأوجال
الأوجال: جمع وجل وهو الفزع.
٢ البيتان من قصيدته في مدح بغيض، ومطلعها:
طافت أمامة بالركبان آونة ... يا حسنه من قوام ما ومنتقبا
وفي الديوان "في الخزج" بدلا من "الناس" ديوان الحطيئة ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>