للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قافية؛ لأن القافية هي الباء وأما البيت الثاني فليس بمعيب؛ لأن التكرير جاء في النشب وهو قافية.

ومما يجري هذا المجرى قول المنخل اليشكري:

ولقد دخلت على الفتا ... ة الخدر في اليوم المطير

الكاعب الحسناء تر ... فل في الدمقس وفي الحرير١

فإن الدمقس والحرير سواء، وقد ورد قافية فلا بأس به من أجل ذلك. فإن قيل: إن الحرير هو الإبريسم المنسوج، بدليل قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} ٢ فإنه لم يرد خيوط إبريسم، وإنما أراد أثوابا من الإبريسم، وأما الدمقس فإنه خيوط الإبريسم محلولة، بدليل قول امرئ القيس:

وشحم كهداب الدمقس المفتل٣

فإنه لم يرد إبريسما منسوجا, وإنما أراد خيوط الإبريسم, فالجواب عن ذلك: أنه لو حمل بيت المنخل على ذلك لفسد معناه؛ لأن المرأة لا ترفل في خيوط من الإبريسم، وإنما ترفل في الأثواب منه، وأما قول امرئ القيس "كهداب الدمقس" فإنه لو كان الدمقس هو الخيوط المحلولة من الإبريسم لما


١ البيتان من قصيدته التي مطلعها.
إن كنت عاذلتي فسيري ... نحو العراق ولا تحوري
"الأصمعيات ٥٢"
٢ الإنسان ١٢.
٣ الشطر من البيت:
فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل
والبيت من المعلقة التي مطلعها:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول وحومل
"الديوان١١"

<<  <  ج: ص:  >  >>