للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي١

تقديره: كفاني قليل من المال، فاعترض بين الفعل والفاعل بقوله: "ولم أطلب" وفائدته تحقير المعيشة, وأنها تحصل بغير طلب وعناء، وإنما الذي يحتاج إلى الطلب هو المجد المؤثل.

وكذلك قول جرير:

ولقد أراني والجديد إلى بلى ... في موكب طرف الحديث كرام٢

تقديره: في موكب طرف الحديث، فاعترض بين المفعولين، وإنما جاء بهذا الاعتراض تعزيا عما مضى من تلك اللذة وذلك النعيم الذي فاز به من عشرة أولئك الأحباب، "فكأنه قال"٣: ولقد أعهدني في كذا وكذا من اللذة، وذلك قد مضى وسلف وبلي جديده، وكذلك كل جديد فإنه إلى بلى.

والاعتراض إذا كان هكذا كسا الحديث لطفًا إن كان غزلا، وكساه أبهة وجلالا إن كان مديحا, أما ما يجري مجراه من أساليب الكلام، وإن كان هجاء كساه تأكيدا وإثباتا، كقول كثير عزة:

لو أن الباخلين وأنت منهم ... رأوك تعلموا منك المطالا٤


١ من قصيدته التي مطلعها:
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الحالي
"الديوان ٣٩" المؤثل الذي يثمر ويفيد، وهو أيضا الكثير.
٢ من قصيدته في الرد على الفرزدق، ومطلعها:
سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كل مرام
والبيت في الديوان هكذا:
ولقد أراني والجديد إلى بلى ... في فتية طرف الحديث كرام
"الديوان ٥٥١".
٣ ما بين قوسين زيادة رأينا أنها توضح المراد.
٤ ديوان كثير ١/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>