للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناظرة إلي من النقاب ... تلاحظني بطرف مستراب

كشفت قناعها فإذا عجوز ... مموهة المفارق بالخضاب

فما زالت تحمسني طويلا ... وتأخذ في أحاديث التصابي

تحاول أن يقوم أبو زياد ... ودون قيامه شيب الغراب

أتت بجرابها تكتال فيه ... فقامت وهي فارغة الجراب١

فقوله: أتت بجرابها تكتال فيه كناية، إذ الجراب يجوز حمله على الحقيقة والمجاز، وكذلك الكيل أيضا.

ومما جاء من هذا الباب أيضا قول أبي تمام في قصيدته التي يستعطف بها مالك بن طوق على قومه، ومطلعها:

أرض مصردة وأرض منجم

ما لي رأيت ترابكم يبس الثرى ... ما لي أرى أطوادكم تتهدم٢

فيبس الثرى كناية عن تنكر ذات البين، تقول: يبس الثرى بيني وبين فلان، إذا تنكر الود الذي بينك وبينه، وكذلك "تهدم الأطواد" فإنه كناية عن خفة الحلوم وطيش العقول.


١ ليست في الديوان.
٢ مطلع القصيدة في الديوان:
أرض مصردة وأخرى تثجم
مصردة: قليلة الري والمطر. تثجم: يدوم عليها المطر.
والبيت في الديوان هكذا:
ما لي رأيت ترابكم يبسا له ... ما لي أرى أطوادكم تتهدم
الضمير في "له" يعود على شخص مذكور في القصيدة من قبل اسمه مالك، أغضبه هؤلاء وهو عظيم جليل النفع. "الديوان ١٩٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>