للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاء وقد تخدش جانباه ... يئن إلي من ألم الجراح١

فتعبيره عن العضو المشار إليه بأطراف الرماح تعبير في غاية اللطافة والحسن.

وقد أدخل في باب الكناية ما ليس منه، كقول نصيب:

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب٢

فهذا يروى عن الجاحظ، وما أعلم كيف ذهب عليه مع شهرته بالمعرفة بفن الفصاحة والبلاغة، فإن الكناية هو ما جاز حمله على جانب الحقيقة, كما يجوز حمله على جانب المجاز، وههنا لا يصح ذلك، ولا يستقيم؛ لأن الثناء للحقائب لا يكون إلا مجازا، وهذا من باب التشبيه المضمر الأداة الخارج عن الكناية، والمراد به أن في الحقائب من عطاياك ما يعرب عن الثناء لو سكت أصحابها عنه.

ما يقبح ذكره من الكناية:

وأما القسم المختص بما يقبح ذكره من الكناية فإنه لا يحسن استعماله؛ لأنه عيب في الكلام فاحش، وذلك لعدم الفائدة المرادة من الكناية فيه.

فما جاء منه قول الشريف الرضي يرثي امرأة:

إن لم تكن نصلا فغمد نصال٣


١ ليست الأبيات في ديوان أبي نواس المطبوع.
٢ الصناعتين ٢١٤ وعيون الأخبار ١/ ٢٩٩، والأغاني ١/ ١٣٠ من مقطوعة في مدح سليمان بن عبد الملك.
٣ البيت في الديوان هكذا.
إلا يكن نصلا فغمد نصول ... غالته أحداث الزمان بغول
أولا يكن بأبي شبول ضيغم ... تدمى أظافره فأم شبول
في تعزية أبي سعيد علي بن محمد بن أبي خلف عن أخت له توفيت.
"ديوان الشريف الرضي ٢/ ٦٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>