للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قوله، فغيرها ذو الرمة، وقال:

خف القطين فراحوا اليوم أو بكروا

ومن شاء أن يذكر الديار والأطلال في شعره فليتأدب بأدب القطامي على جفاء طبعه، وبعده عن فطانة الأدب فإنه قال:

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل١

فبدأ قبل ذكر الطلل بذكر التحية والدعاء له بالسلامة.

وقد قيل: إن امرأ القيس كان يجيد الابتداء كقوله:

ألا انعم صباحا أيها الطلل البالي٢

وكقوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل٣

ومما يكره من الابتداءات قول أبي تمام:

تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد٤

وإنما ألقى أبا تمام في مثل هذا المكروه تتبعه للتجنيس بين تجرع والجرع، وهذا دأب الرجل، فإنه كثيرًا ما يقع في ذلك:

وكذلك استقبح قول البحتري:

فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا٥

فإن ابتداء المديح بمثل هذا طيرة ينبو عنها السمع، وهو أجدر بأن يكون ابتداء مرثية لا مديح، وما أعلم كيف يخفى على مثل البحتري وهو من مفلقي الشعراء.


١ الشطر الثاني:
وإن بليت وإن طالت بك الطيل
"الأغاني ١٦/ ١٨".
٢ الشطر الثاني:
وهل يعمن من كان في العصر الخالي
"الديوان ٢٧".
٣ الشطر الثاني:
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
"الديوان ٨".
٤ تكملة البيت:
ودع حسي عين يجتلب ماءها الوجد
"الديوان ٢/ ٨٠".
الجرع: ما سهل من الأرض. الحسي: ماء قليل في الأرض.
٥ ليس المطلع بديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>