للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله في قصيدة يمدحه بها أيضا، ويذكر فيها خروج بابك الخرمي عليه وظفره به، وهي من أمهات شعره قال:

الحق أبلج والسيوف عوار ... فحذار من أسد العرين حذار١

وكذلك قوله متغزلا:

عسى وطن يدنو بهم ولعلما ... وأن تعتب الأيام فيهم فربما٢

وهذا من الأغزال الحلوة الرائقة، وهو من محاسن أبي تمام المعروفة.

وكذلك قوله في أول مرثية:

أصم بك الناعي وإن كان أسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا٣

وأما أبو الطيب فإنه أكثر من الابتداءات الحسنة في شعره، كقوله في قصيدة يمدح بها كافورا، وكان قد جرت بينه وبين ابن سيده نزغة، فبدأ قصيدته بذكر الغرض المقصود فقال:

حسم الصلح ما اشتهته الأعادي ... وأذاعته ألسن الحساد٤

وهذا من بديع الابتداء ونادره


١ في مدح المعتصم "الديوان ٢/ ١٩٨".
٢ في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف "الديوان ٣/ ٢٣٢" تعتب: من أعتب إذا أعطاه العتبى أو طلبها إليه. فربما: فربما دنا البعيد.
٣ الديوان ٣٧٤ طبعة محمد جمال والمطلع بالموازنة ٩٤ وبمعجم البلدان ٨/ ٨٨ في رثاء أبي نصر محمد بن حميد الطائي.
٤ كان قوم من الغلمان اتصلوا بابن الإخشيد سيد كافور، وأرادوا أن يفسدوا الأمر على كافور، فطالبه بتسليمهم إليه, فسلمهم بعد أن امتنع مدة سببت وحشة، ولما تسلمهم كافور ألقاهم في النيل واصطلحا "الديوان ٢/ ١٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>