للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أبداه، وهو نائب في تعزية سيدنا أحمد الله صبره، ويسر أمره، وأرضى عنه دهره"، ثم أنهيت الكتاب إلى آخره.

ومن محاسن هذا الباب أن يفتتح الكتاب بآية من القرآن الكريم، أو بخبر من الأخبار النبوية، أو ببيت من الشعر، ثم يبني الكتاب عليه, فمن ذلك ما كتبته في ابتداء كتاب يتضمن البشرى بفتح، وهو:

ومن طلب الفتح الجليل فإنما ... مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم١

وقد أخذنا بقول هذا الشاعر الحكيم، وجعلنا السيف وسيلة إلى استنتاج الملك العقيم، وراية المجد لا تنصب إلا على النصب، والراحة الكبرى لا تنال إلا على جسر من التعب٢، وكتابنا هذا وقد استولينا على مملكة فلانة، وهي المملكة التي تمسي الآمال دونها صرعى، وإذا قيس إليها غيرها من الممالك كانت أصلا وكان غيرها فرعا"، وهذا فصل من أول الكتاب.

ومن ذلك ما كتبته في مفتتح تقليد بالحسبة، وهو: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ٣.


١ من قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة، التي مطلعها.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
"الديوان ٤/ ١٢٢".
٢ من قول أبي تمام:
بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ... تنال إلا على جسر من التعب
من قصيدته في مدح المعتصم بعد فتح عمورية التي مطلعها:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
"الديوان ١/ ٤٥".
٣ قرآن كريم سورة آل عمران ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>