للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرضياتك ما أرغمت آنفها ... والهادياتك وهي الشرد الضلل١

وعلى هذا النحو ورد قوله:

وناضرة الصبا حين اسبكرت ... طلاع المرط والدرع اليدي

تشكى الأين من نصف سريع ... إذا قامت ومن نصف بطي٢

وقد جاء لأبي نواس ذلك فقال:

أقلني قد ندمت على الذنوب ... وبالإقرار عذت من الجحود

أنا استهديت عفوك من قريب ... كما استعفيت سخطك من بعيد٣

فقابل بين الأضداد من الجحود والإقرار، والعفو والسخط، والقرب والبعد.

وعلى نحو من ذلك ورد قول علي بن جبلة في أبي دلف العجلي٤ وهو:

أيم المهير ونكاح الأيم ... يوماك يوم أبؤس وأنعم

وجمع مجد وندى مقسم

وكذلك قوله أيضا:

هو الأمل المبسوط والأجل الذي ... يمر على أيامه الدهر أو يحلو


١ من مقطوعة يصف فيها شدة البرد بخراسان ويصف الإبل "الديوان ٣٦٠" والبيت الأخير بالديوان قبل الأول. والذي بالديوان "وهي الرشد والضلل" والإرقال والرمل ضربان من السير. ذلل: مطيعة منقادة.
٢ من قصيدته في مدح الحسن بن وهب "الديون ٣/ ٣٥١".
اسبكرت: تم شبابها. طلاع المرط: ملؤه يعني مرط المرأة.
اليدي: الواسع، ويروى البدي بالباء وهو البديع العجيب.
نصف سريع: ويروى خصرها الرقيق. نصف بطيء يريد ردفها الثقيل.
٣ الديوان ٤٥٣ وليس البيت الثاني به، وبعد البيت الأول:
وإن تصفح فإحسان جديد ... سبقت به إلى شكر جديد
٤ يعرف علي بن جبلة بالعكوك، كان مداحا مجيد ووصافا بارعا، وكان ضريرا، مدح المأمون وحميد بن عبد الحميد الطوسي وأكثر من مدح أبي دلف وأجاد ومدح غير هؤلاء "طبقات الشعراء لابن المعتز ١٧٠ والشعر والشعراء ٥٠ وتاريخ بغداد ١١/ ٣٥٩ وشذرات الذهب ٢/ ٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>